البيان الختامي والتوصيات المؤتمر العربي الخامس للدواجن والأعلاف

على مدى يومَي الثامن والتاسع من شهر كانون الأول / ديسمبر 2014 وبرعاية كريمة من دولة رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور، عقد الإتحاد العربي للصناعات الغذائية وبالتعاون مع وزارة الزراعة الأردنية ومجلس الوحدة الإقتصادية العربية المؤتمر العربي الخامس للدواجن والأعلاف في فندق لاندمارك عمّان وحضور معالي وزير الزراعة الدكتور عاكف الزعبي ورئيس الإتحاد العربي للصناعات الغذائية الدكتور هيثم الجفّان والأمين العام للإتحاد المهندس جاك خيّاط والأمين العام المساعد للإتحاد السيد فادي جبر ورئيس اللجنة العربية للدواجن والأعلاف المهندس موسى فريجي.

إشترك في المؤتمر ما يزيد عن مئتَين من خبراء وباحثين ومزارعين والذين أغنوا المؤتمر بنقاشهم البنّاء من الأردن، لبنان، مصر، المملكة العربية السعودية، سوريا، العراق، فلسطين، ليبيا، السودان، المانيا، هولندا وهنغاريا. كما قدّم 14 باحثاً 16 بحثاً قيّماً أثروا المؤتمر بدراساتهم على مدار أربع جلسات إنقسمت الى مِحوَرَين رئيسيّين:

الأول: إقتصاديات إنتاج لحم الدواجن

الثاني: الحالات المَرضيّة والمستعصية التي تعاني منها مزارع تربية الدجاج اللاّحم في معظم الدول العربية تمخّض عن الدراسات والمناقشات خلال المؤتمر التوصيات التالية:

أولاً: في إقتصاديات إنتاج لحم الدواجن

• المستهلك العربي يرغب في الحصول على لحوم الدواجن إمّا مذبوحاً ومنظّفاً أمامه أو طازجاً لا تزيد مدّة صلاحيّته بعد ذبحه في مجازر مُرخّصة أصولاً عن أربعة أيّام، لذلك على الحكومات العربيّة تشجيع إنتاج لحوم الدواجن محلّيّاً بكل الإمكانيات المُمكنة إستجابةً لرغبات غالبيّة المواطنين.
• إنّ كلفة إنتاج لحم الدواجن في العالم العربي مرتفعة بسبب إستيراد معظم مدخلات الأعلاف. أصبح من واجب الحكومات العربيّة أن تحمي هذا الإنتاج من منافسة المُستَورَد المُجلّد عن طريق إخضاع المُستَورَد لرسوم جمركيّة لا تقلّ عن 60% مع إعتماد حدّ أدنى للإستيفاء الجُمرُكي لا يقلّ عن 1500 دولار للطن الواحد.
• تشجيعاً لإنتاج أعلاف الدواجن في البلدان المُمكن زراعة هذه المحاصيل فيها، كالسودان ومصر والجزائر وسوريا والعراق والمغرب، على حكومات هذه الدول وضع رسوم جمركيّة على المُستَورَد من هذه المواد العَلفيّة كي تحفِّز زراعة هذه المحاصيل وبالتالي توفّر هذه الأعلاف محلّياً بدلاً من إستيرادها.
• على الدول العربيّة الأعضاء في منظمة التجارة العالميّة إستثناء التّقيُّد بالحدود الدُّنيا للرسوم الجمركية على المواد العلفيّة وعلى لحوم الدواجن المُستَورَدة خاصةً وأنّه لم تُبرَم حتى الآن إتفاقيات التبادل التجاري الحرّ على المُنتجات الزراعيّة والغذائية بين الدول الأعضاء بسبب تعَنُّت الدول الصناعيّة وإصرارها على دعم الزراعة في بلدانها.
• منع الغش والتدليس الذي يُمارَس من إعادة توضيب لحوم الدواجن المُجلّدة المُستَوردَة (المجلّدة) من خارج الوطن العربي ومن ثمّ منحها شهادات منشأ عربيّة بغية إعادة تصديرها لدول عربيّة أخرى تفادِياً للرسوم الجمركيّة المَعمول بها على لحوم الدواجن غير العربيّة المنشأ.
• تمّت إثارة تأثير صفار بيض المائدة على مرض تصلُّب شرايين القلب عند الإنسان. وركّزت إحدى الدراسات على النتائج المستجدة في هذا الخصوص في الولايات المتحدة الأميركيّة والإتحاد الأوروبي والتي تشير الى سلامة البيض وإستهلاكه وعدم تأثيره على ظاهرة أمراض القلب. ثانياً: في الحدّ من إنتشار الأمراض الفتّاكة في مزارع الدواجن
• على الحكومات العربيّة إعتماد المسافات القياسيّة بين مزارع الدواجن تِبعاً لإختصاصِها، والتي تخفّف من إنتقال الأمراض بينها.
• على الحكومات العربيّة إلزام المزارعين بإعتماد إجراءات الأمان الحيوي في مزارعهم (بناءً وأسواراً وإدارةً وضبطاً للدخول والخروج والإستحمام) وغيرها من الإجراءات التي تكفَل منع دخول الأمراض البكتيريّة والفيروسيّة الى الدواجن.
• على الحكومات العربيّة إلزام مُزارعي الدواجن بإعتماد تربية نوع واحد وعمر واحد في المزرعة الواحدة مع المسافات الوِقائيّة اللاّزمة بين المزرعة والمزرعة الأخرى، وذلك تخفيفاً لِنقل العدوى.
• على الحكومات العربيّة إتخاذ قرارات بشأن نقل المزارع المُتقاربة والقريبة من السكان الى مناطق مُتباعِدَة تعتمد الأبعاد الوقائيّة المُستَحدَثة وعدم تجديد تراخيص المزارع القائمة والمُخالفة للأنظمة الجديدة.
• على الحكومات العربيّة وعلى الشركات الكبيرة السّعي لإعتماد أقصى درجات الأمان الحيوي وإستنباط إجراءات جديدة مُميّزة تساعد على عدم دخول الفيروسات والبكتيريات الى مزارعهم. كما وضرورة إلزام كل المسالخ والمطابخ بإعتماد إجراءات الأمن الغذائي HACCP وذلك تخفيفاً لظهور حالات السلمونيلا والكمبيلوباكتر في لحوم الدواجن النيّئة والمجلّدة وتخفيفاً لإنتشارالسلمونيلا في بيض المائدة. تجدر الإشارة الى أنّ النقاش الذي تمّ حول كل المواضيع المطروحة دلّ على أهميّة المِحورين المختارين للبحث خلال هذا المؤتمر وعلى الطروحات والأفكار والمقترحات التي تمّ تقديمها من قِبل الباحثين والمشاركين. يمكن القول بأنّ التوصيات التي صدرت هي غاية في الأهمية. وما التشدّد بمطالبة الحكومات لأخذ إجراءات إلزاميّة إلاّ دليل على أهمية هذه التوصيات من أجل النهوض بصناعة الدواجن وبإنتاج أعلافها في العالم العربي.