لمحة تاريخية
إذا أردنا أن نتعرف على علاقة مؤسسي شركات الوادي بصناعة الدواجن في المشرق العربي يمكننا اختصارها بأنها مواكبة دقيقة وفاعلة في تطور وتطوير هذه الصناعة منذ نشأتها.
صحيح أن المؤسسين بدأوا نشاطهم الداجني في لبنان في أواخر 1957 لكن هذا التاريخ كان إلى حد كبير بداية تربية الدواجن بشكل تجاري في العالم العربي قاطبة.
تزامن توسع نشاط المؤسسين خارج لبنان مع بداية تطور هذه الصناعة في سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية بشكل متسارع ومع أحداث لبنان المؤلمة حينما انقطع مصدر رئيسي من مصادر بيض التفريخ والكتاكيت المؤصلة عن هذه الدول وبصورة مفاجئة. والشيء الهام الذي ساهم في التوسع المذكور هو نشاط التصدير الذي كانت تتمتع به شركات المؤسسين والتي سهلت عملية الانتقال من مورّّد إلى مساهم في الإنتاج في البلدان المستوردة ّّّ.
إن توسع المؤسسين في أكثر من بلد عربي ساعدهم ليس على مواكبة تطور هذه الصناعة فحسب بل في اكتساب خبرات جمة في مجالات التسكين والتهوئة والتبريد واختبار المعدات الأفضل والسلالات الأكثر كفاءة وفي الأمن الوقائي والوقاية من الأمراض وعلاجها وفي التغذية بكافة مشتملاتها. ثم إنه تم تطبيق هذه المجالات على الفروع المختلفة من صناعة الدواجن أي على تربية الجدود وتربية الأمات وتربية الدجاج البياض وتربية التسمين وكذلك على معامل التفريخ وعلم التفريخ ومصانع الأعلاف وصناعة الأعلاف ومجازر الدواجن ومشتملاتها من تصنيع لحم الدواجن وعلى التسويق وخدمة الزبائن وغيرها.
في عام 1984 وبعد دراسة متأنية لحالة صناعة الدواجن في مصر رأى المؤسسون أن لهم مكاناً في تربية الأمات المؤصلة وإنتاج الكتاكيت البياضة، والتي كانت حكرا على الشركة العامة للدواجن في حينه. رأوا مكانهم من خلال الأداء غير الجيد للشركة العامة ومن خلال حجم الاستيراد الكبير من هولندا لهكذا كتاكيت. رأوا مكانهم من خلال غياب الخدمات الفنية التي مارسوها عبر عقود في لبنان وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية وأعطتهم ميزة واضحة على منافسيهم.
هكذا عقدوا العزم على إنشاء شركة دواجن الوادي، باكورة شركات الوادي. وهكذا بدأت مسيرة العمل والابتكار والتنوع والتجديد والمنافسة والتوسع المنقطع النظير. إنها قصة نجاح تستأهل أن تكون قصة تلهم من يسعى إلى النجاح.
ما هي صناعة الدواجن التي شغلت مجموعة شركات الوادي ؟
إنها صناعة تعنى في توفير البروتين الحيواني من بيض ولحم إلى الإنسان الذي يحتاجه كغذاء أساسي نظرا لغنى هذا البروتين بالأحماض الأمينية الأساسية والتي قد لا تتوفر في عديد من البروتينات النباتية.
إن القيمة الغذائية لبيضة المائدة مثلا توازي القيمة الغذائية لنصف ليتر من الحليب كون الغذائين كاملين تماما يحتويان على الأحماض الأمينية والدهون والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الطفل والبالغ على السواء.
أما لحم الدواجن فيعتبر لحما أبيض وهو يتميز عن اللحم الأحمر على أنه قليل الدهون وينحصر الدهن في الجلد ومنطقة البطن وحول الأحشاء وليس بين طبقات اللحم كمعظم اللحم الأحمر المتوفر للناس بأسعار اقتصادية. وهكذا اكتسب لحم الدواجن شهرة فارتفع الاستهلاك العالمي منه من معدل 2 كيلو للفرد إلى معدل 15 كيلو للفرد في غضون الأربعين سنة الماضية. وهذا النمط مازال يزداد بنسبة 1.5% سنويا. يعني ذلك أن الحاجة تبقى ملحة على المستوى العالمي لزيادة إنتاج لحم الدواجن ليس فقط نسبة لزيادة عدد السكان لكن أيضا نسبة لارتفاع الاستهلاك الفردي إضافة أو على حساب استهلاك اللحم الأحمر.
من هنا تكمن أهمية الإنتاج الداجني في كافة أنحاء العالم، فتكمن معها أهمية كل حلقة من حلقات الإنتاج وكل حلقة من حلقات الصناعات المكملة أو الداعمة لها.
حلقات صناعة الدواجن الأساسية
1) تأصيل الدواجن يتطلب تأصيل الدواجن استخدام علم الوراثة وهو علم يتطور تطورا سريعا وخاصة خلال العقود الثلاثة المنصرمة. إنه علم اكتشاف أسرار الحياة واستخدام هذه الأسرار في تطوير الأجيال اللاحقة من حيوان أو طيور أو نبات.
تعد الشركات التي صمدت في تطبيق وتمويل برامج التأصيل في العالم على أصابع اليد الواحدة لما يتطلبه هذا العمل من خبراء وراثة ضالعين ومن أبحاث وتطوير تكلف أمولا باهظة خاصة إذا ما علمنا أن العديد من مجهوداتهم لسنوات متعاقبة قد تذهب أدراج الرياح. إن عملية التأصيل عملية معقدة ومركبة في آن بدأت في التهجين ثم انتقلت إلى تنقية العروق ثم تهجينها وانتهت إلى مسح الجينات لكل أصل من الأصول وتقييم ما يمكن حزفه منها أو ما يمكن إضافته إليها سعيا للوصول إلى ذلك الهجين بين الأصول الذي يأتي بنتائج مرجوة صحيا واقتصاديا.
وعلم التأصيل بواسطة تعديل الجينات قد توصل إلى نتائج باهرة في النبات وخاصة المحاصيل الزراعية كالقمح والذرة والصويا وغيرها. كما أنه قطع أشواطا كبيرة في تطبيقه على الحيوانات والطيور.
ثم إن هنالك عدد من الشركات العالمية المهتمة في تسجيل سبق على المؤصلين التقليديين أو حتى أولئك الذين يعتمدون على تعديل الجينات يعملون ومنذ سنوات على تطبيق علم الاستنساخ على تأصيل الطيور كما يفعلون بالحيوانات.
وفي جميع الحالات تقوم شركات التأصيل بامتلاك الأصول وتهجين بعضها لينتج عنها أهل الجدود وغالبا ما تنتهي مهمتهم عند هذا الحد فيبيعون نسل أهل الجدود للشركات التي تعني بتربية الجدود.
للتأصيل أهداف محددة. ففي حالة تأصيل الدجاج البياض الهدف هو الحصول على دجاجة بياضة تجارية تنتج خلال عمرها الاقتصادي أكبر عدد من البيض باستهلاك أقل كمية من العلف حتى تستطيع إنتاج هذا البيض بأقل كلفة ممكنة. طبعا يضاف إلى هاتين الصفتين الرئيستين صفات أخرى هامة كمقاومة الأمراض وانخفاض النفوق وقوة قشرة البيضة ووزن البيضة.
أما في حالة تأصيل دجاج التسمين فالهدف هو الحصول على طيور تسمين سريعة النمو تستهلك أقل قدر من العلف ذات نفوق منخفض ومقاومة للأمراض مرتفعة تكون نسبة الأجزاء المرتفعة الثمن من جسمها أعلى من الأجزاء الأقل قيمة في أسواق الاستهلاك المعنية. كما على أمات هذه الطيور أن تتمتع بخصائص الإنتاجية العالية لبيض كبير الحجم يأتي بنسب فقس عالية كي تعطي الأم عددا كبيرا من الكتاكيت خلال عمرها الإنتاجي الاقتصادي.
وفي حالتي تأصيل الدجاج البياض ودجاج التسمين تهدف عمليات التطوير إلى زيادة كفاءة هذه السلالات بصورة مطردة. فالمؤصلون يستهدفون زيادات سنوية محددة في عدد إنتاجية الأم وإنتاجية أولادها من بيض المائدة أو من كتاكيت التسمين عددا وسرعة للنمو وكفاءة في تحويل العلف كل ذلك من أجل تخفيف كلفة إنتاج بيض المائدة أو الوحدة الوزنية من دجاج التسمين.
غالبا ما تقتني شركات التأصيل عروق الأصول في مواقع متعددة ومتباعدة معزولة عزلا شاملا. وقد تكون هذه المواقع في بلدان متعددة أيضا. يجري ذلك للحفاظ على مستوى من الإنتاج الخالي من الأمراض الوراثية حتى إذا تعرض موقع ما لمرض معين يتم إعدام أفراد هذا الموقع دون التأثير على سائر المواقع.
ففي حالة أصول التسمين تنتج كل أنثى من إناث الأصول ما معدله ثلاثون أنثى من إناث أهل الجدود. كما تنتج كل أنثى من إناث أهل الجدود ما معدله أربعين أنثى من إناث الجدود وذلك خلال عمرها الإنتاجي البالغ ثمانية أشهر. والجدير ذكره أن ذكور خط الإناث وإناث خط الذكور تعدم لعدم الحاجة إليها في المرحلة التالية من التأصيل وهي مرحلة أهل الجدود أو مرحلة الجدود. ينطبق ذلك على السلالات البياضة وسلالات التسمين.
2) الجدود
الجدود إذن هي أولاد أول عملية تهجين بين سلالات نقية العرق تشتريها الشركات التي تعنى، من أجل إنتاج الأمات، بتربيتها بخطوطها الأربعة وهي خط الإناث وخط الذكور التي ينتج عن تزويجها الأم المؤصلة، ثم خط الإناث وخط الذكور الذي ينتج عن تزويجها الذكر المؤصل.
إن تربية الجدود هي المرحلة الأخيرة من مراحل التأصيل حيث يطلب اختيار الأفراد الأكثر تجانسا التي تتمتع بصفات معينة من حيث الوزن أو الشكل أو الخلو من العيوب الظاهرة.
شركات الجدود محدودة العدد في كل بلد نسبة لمحدودية شركات التأصيل في العالم ونسبة إلى الحجم الاقتصادي لأي مشروع جدود الذي يحتم حدا أدنى من الإنتاج ليبقى المشروع مجد اقتصاديا.
تنتج شركات الجدود نوعين من الطيور المؤصلة:
الإناث من خط الإناث والذكور من خط الذكور وتكون نسبة العدد المنتج من الذكور 12 – 17% من الإناث عمر يوم وهذه النسبة محكومة بثلاثة أمور. الأمر الأول هو العدد المطلوب للتزويج عند سن البلوغ أي بعمر 140-160 يوما وهو 9 – 10 ذكور لكل ماية أنثى. والأمر الثاني هو الانتخاب الدقيق قبل وعند التزويج بحيث يتم استبعاد الذكور التي لا يكون تكوينها الجسدي صالحا. والأمر الثالث هو نسبة النفوق المرتفعة خلال فترة تربية هذه الذكور والناتجة عن التنافس والتشاجر بينها والتخلص من الضعيف منها.
لما كان عدد شركات التأصيل في العالم محدودا فإنها قادرة على فرض شروط صارمة على شركات الجدود التي توافق على بيعها. يأتي في طليعة هذه الشروط الصحية والوقائية منها.
فمن أجل المحافظة على سلامة الجدود على المواقع التي يتم تسكينها فيها أن تكون معزولة عزلا دقيقا ومتباعدة. يكون فيها عمر واحد في أن واحد ويفرض عليها شروط وقائية صارمة ويحدد عدد ونوعية الأشخاص الذين يحق لهم إدارتها والدخول إليها بالرغم من فرض الاستحمام وتغيير الملابس على هؤلاء.
يظل الهاجس الأكبر لدى شركات الجدود هو المحافظة عليها من الأمراض الوراثية التي تنتقل من الجدود المصابة إلى الأمات أو الذكور من أولادها. وكثيرا ما تضطر شركات الجدود إلى إعدام قطعان جدود بعينها تعرضت لهذه الأمراض الوراثية وأهمها السلمونيلات أو المايكوبلازمات أو الفيروسات السرطانية.
من هنا نرى أن نشاط تربية الجدود يقتصر على قلة قادرة على توفير هذه الشروط من النواحي التقنية و التمويلية.
تنتج كل أنثى من إناث الجدود ما معدله 45 أنثى من إناث الأمات خلال فترة عمرها الإنتاجي البالغ تسعة أشهر. أما ذكور خط الإناث وإناث خط الذكور لسلالات التسمين فيتم تربيتها للتسمين التجاري. أما ذكور خط الإناث وإناث خط الذكور للجدود البياضة فتعدم.
3) الأمات الأمات هي السلالات الناتجة عن الجدود من إناث وذكور. ومن الطبيعي أن تتعدى أعداد مزارع الأمات الأربعين مرة أعداد مزارع الجدود في معظم البلدان . وقد يمتلك كل هذه المزارع أعداد محدودة من الشركات.
أصبحت معظم الشركات أو المؤسسات التي تعني بتربية الأمات على دراية أكبر بضرورة اعتماد الموقع الواحد للعمر وعدم تعدد أعمار الأمات منعا من انتقال العدوى من الأمراض الوراثية بينها أو غير الوراثية.
كما أصبحت هذه الشركات تعتمد وسائل الأمن الوقائي للتخفيف من نقل الأمراض إليها من مزارع أخرى.
يسكن في مزارع الأمات الإناث والذكور التي يتم استلامها من مشاريع الجدود وتكون نسبة الذكور للإناث عادة 12-17%. يصار إلى انتخاب الذكور خلال فترة التربية وانتقاء أفضل 9-10% من عدد الإناث ليتم تزويجها عند عمر البلوغ الجنسي وهو 140-160 يوما.
مشاريع الأمات نوعان. أحدها أمات البياض والناتجة عن جدود السلالات البياضة وهي تنتج الكتاكيت البياضة التي يقتنيها المزارعون الذين ينتجون بيض المائدة. والثاني أمات التسمين والناتجة عن جدود سلالات التسمين وهي تنتج كتاكيت التسمين التي يقتنيها مزارعو التسمين.
يقع اختيار السلالات التي يقتنيها مزارعو الأمات على تلك التي يتهافت على طلبها مزارعو البياض أو مزارعو التسمين آخذين بالاعتبار إنتاجية هذه الأمات ونسبة إخصاب وتفريخ بيض التفريخ الناتج عنها.
تنتج كل أم من أمات البياض ما معدله 75 أنثى بياضة كما تنتج كل أم من أمات التسمين ما معدله 120 كتكوت تسمين وذلك خلال عمرها الإنتاجي البالغ تسعة أشهر.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن ذكور السلالات البياضة تعدم لعدم كفاءتها الاقتصادية للتربية.
4) الدجاج البياض
وهي الإناث الناتجة عن الأمات البياضة والتي يطلبها مزارعو إنتاج بيض المائدة. خيار مزارعي إنتاج البيض يقع على السلالات ذات الخصائص الملائمة لاقتصاديات إنتاج بيض المائدة والتي تتلخص بأغزر إنتاجية لأكبر حجم من البيض ذات القشرة القوية باستهلاك أقل كمية من العلف على أن تكون السلالة خالية من الأمراض الوراثية وتتمتع بحيوية عالية.
إن معظم مشاريع إنتاج بيض المائدة في العالم هي تلك التي تستخدم الأقفاص ذات الطبقات المتعددة والتي تعتمد المكننة في توفير العلف والماء والتهوئة والتدفئة والتبريد وجمع البيض ونزع السماد. إنها أشبه بمصانع لإنتاج هذا البيض وتجميعه وتدريجه وتوضيبه.
إن معظم مشاريع إنتاج البيض يعتمد عنابر مخصصة لاستقبال الكتاكيت عمر يوم وتربيتها حتى البلوغ الجنسي تقريبا أي بعمر 140 يوما فيتم حينئذ نقلها إلى عنابر مخصصة ومجهزة للإنتاج.
والعديد من هذه المشاريع يعتمد إقامة عنابر التربية وعنابر الإنتاج ضمن موقع واحد. لكن من المستحسن، وتخفيفا لانتقال الأمراض من قطعان إلى أخرى ، أن تقع عنابر التربية في مواقع مستقلة وبعيدة عن عنابر الإنتاج . لا بل من المستحسن أيضاً أن يقع كل عمر من أعمار الإنتاج في موقع منفصل بحيث لا تتعدد الأعمار في الموقع المستقل الواحد تخفيضاً لانتقال الأمراض بين الأعمار المختلفة .
تنتج كل أنثى ما معدله 260 - 280 بيضة مائدة خلال عمرها الإنتاجي والبالغ سنة كاملة وذلك في البلدان غير المتقدمة بينما تصل إنتاجية الفرخة الواحدة في البلدان الصناعية مثلاً 320 بيضة خلال ذات المدة .
5) دجاج التسمين وهي الإناث والذكور الناتجة من أمات التسمين والتي يطلبها مزارعو التسمين . خيار المزارع هنا يقع على السلالات ذات الخصائص الملائمة لاقتصاديات إنتاج التسمين والتي تتلخص بسرعة النمو للوصول إلى الوزن الحي الذي يطلبه المستهلك أو أصحاب المجازر عن طريق استخدام أقل كمية علف ممكنة مع نسبة نفوق متدنية كل ذلك مقارنة مع أية سلالة أخرى متوفرة له .
لقد أختبر مزارعو التسمين أهمية العمر الواحد في المزرعة الواحدة في آن واحد وأصبحوا يعتمدونها تخفيفاً للمشاكل المرضية وبالتالي تخفيفاً لكلفة الإنتاج .
إن قياس كفاءة تربية دجاج التسمين هي في أمرين رئيسيين الأول هو معامل تحويل العلف إلى وزن حي والثاني هو في نسبة النفوق حتى البيع . يضاف إلى هذين العاملين عامل سرعة النمو أي المدة الزمنية التي تستغرقها السلالة المعينة في الوصول إلى الوزن المرغوب . وعليه فقد اعتمدت مؤخراً قاعدة لقياس كفاءة إنتاجية دجاج التسمين أسمها "معامل الكفاءة الأوروبية" والتي تأخذ بالاعتبار العوامل الأربعة لتخرج برقم كلما أرتفع كانت الكفاءة أعلى وبالتالي كانت كلفة الانتاج أقل.
الإنتاج التراكمي لحلقات صناعة الدواجن الأساسية لو عدنا إلى إنتاجية الحلقات المختلفة بدءاً بالأصول ومروراً بأهل الجدود ثم الجدود ثم الامات ثم دجاج التسمين أو بيض المائدة الذين يذهبان إلى المستهلك، يتبين لنا على أن كل أنثى من إناث أصول سلالات التسمين تعطى عن طريق أولادها وأحفادها 6.5 مليون كتكوت تسمين . وأن كل أنثى من إناث أصول سلالات البيض تعطى 5.7 مليار بيضة مائدة بالتدرج التالي:
سلالات التسمين
- أنثى أصول التسمين ---> 30 أنثى من أهل الجدود - أنثى أهل جدود التسمين ---> 40 أنثى من الجدود - أنثى جدود التسمين ---> 45 أم - أم تسمين ---> 120 كتكوت تسمين
وعليه يصبح إنتاج كتاكيت التسمين من كل حلقة من حلقات الإنتاج المتتالية كما يلي:
- أنثى أصول التسمين ---> 6.480.000 كتكوت (من 54000 أم تسمين ) - أنثى أهل جدود التسمين ---> 216.000 كتكوت - أنثى جدود التسمين ---> 5.400 كتكوت - أنثى أم تسمين ---> 120 كتكوت
سلالات البيض - أنثى أصول البياض ---> 60 أنثى من أهل الجدود - أنثى أهل الجدود البياضة ---> 65 أنثى من الجدود - أنثى الجدود البياضة ---> 70 أم - أم البياض ---> 75 أنثى بياضة - أنثى بياضة ---> 280 بيضة مائدة
وعليه يصبح إنتاج بيض المائدة من كل حلقة من حلقات الإنتاج المتتالية كما يلي:
- أنثى أصول البياض ---> 5.733.000.000 بيضة (من 20.475.000 أنثى بياضة) - أنثى أهل الجدود البياضة ---> 95.550.000 بيضة - أنثى الجدود البياضة ---> 1.470.000 بيضة - أم البياض ---> 21.000 بيضة - أنثى بياضة ---> 280 بيضة
حلقات صناعة الدواجن المكملة
الحلقات المكملة هي تلك التي لا يمكن لأي حلقة من حلقات صناعة الدواجن الأساسية أن تقوم بدونها.
تغذية الدواجن
تبتدئ هذه الحلقة بإنتاج المواد العلفية الأكثر ملائمة غذائياً والأقل كلفة وتشمل كل العناصر الغذائية التي تحتاجها الدواجن من بروتينات ومواد دهنية وفيتامينات ومعادن.
إن المحاصيل الزراعية الأكثر استخداما في أعلاف الدواجن في وقتنا الحاضر هي الذرة الصفراء والبيضاء والقمح والشعير والشوفان وفول الصويا وعباد الشمس والسمسم.
كما أن البر وتينات الحيوانية الأكثر استخداما في أعلاف الدواجن هي مسحوق اللحم والعظم ومسحوق السمك ومسحوق مخلفات مجازر الدواجن.
يضاف إلى هذه الزيوت النباتية والدهون الحيوانية ومصادر الفوسفور والكالسيوم والأملاح والفيتامينات والمعادن النادرة.
جميع هذه المواد يتم إنتاجها في بلدان عديدة في العالم وخاصة تلك التي لها قدرة تنافسية في إنتاج بعضها على بلدان أخرى.
أصبح لكل مادة من المواد العلفية مواصفات قياسية معتمدة عالمياً تساعد مستخدميها على شرائها على أسس الخصائص هذه ، كما يعتمد خبراء التغذية على هذه المواصفات لإحتساب العلائق الملائمة بأفضل كلفة ممكنة.
بديهي القول أن تصنيع العلائق يحتاج إلى مصانع للعلف تتراوح بين آلة لجرش الحبوب وخلاطة لمزج المواد المختلفة تابعة للمزرعة وبين مصنع ضخم لديه القدرة على تخزين الحبوب بصوامع خاصة وتخزين الأكسبة العلفية بمخازن خاصة واستقبالها بطرق آلية وتحويلها آلياً إلى معدات الجرش والخلط والتحبيب والتخزين والتعبئة مع التحكم الإلكتروني بكل هذه الآلات وبالمقادير المطلوبة من كل مادة ثم نقل العلف الجاهز بواسطة شحنات كبيرة سائباً إلى مزارع الدواجن.
تغذية الدواجن هو علم قائم بحد ذاته ، علم يتطور مع تطور السلالات واحتياجاتها الغذائية.
وإذا علمنا بأن نسبة كلفة الغذاء في إنتاج بيضة المائدة أو دجاج التسمين تتراوح بين 60 و 70% يمكننا تقدير أهمية نوعية الغذاء وكلفته.
2- التفريخ تدخل عمليات تفريخ البيض المخصب في كل حلقة من حلقات صناعة الدواجن الأساسية. عملية التفريخ الاصطناعي هي تقليد تخطى بالعلم والتطوير كفاءة الأم على تفريخ بيضها.
ولولا معامل التفريخ لما كان هنالك صناعة الدواجن. فقد استطاع المؤصلون أن يلغوا تقريباً ظاهرة الرقاد لدى الأمات كي يستغلوا هذه الأمات لإنتاج أعلى من بيض التفريخ. كما أن التطور الذي حصل على مر العقود على آلات التفريخ جعل التحكم بالحرارة والرطوبة والتهوئة وتقليب البيض يرفع من كفاءة التفريخ بصورة متزايدة كي تخرج الأعداد الكبيرة المحضنة في آلات ضيقة سليمة البنية والحيوية.
لما كانت معامل التفريخ تعمل كأي مصنع تقريباً فإن كفاءة التفريخ تعتمد على تصميم أقسام المعمل وسهولة انسياب حركة العمل وعلى اختيار آلات التفريخ الأكثر دقة. كما تعتمد كفاءة التفريخ على الإدارة الجيدة وفصل الأقسام والعاملين فيها وتحاشي التلوث البكتيري والفطري واعتماد برامج للتنظيف والتعقيم تثبت جدارتها وكفاءتها باختبار المسحات بصورة متتالية دون توقف.
ولا تكتمل صورة معمل التفريخ الجيدة دون اعتماد التكييف الملائم لكافة أقسام المعمل من تهوئة وتدفئة وتبريد.
لا تكون الكتاكيت الناتجة من المفرخات جاهزة لنقلها إلى مزارع المقصد قبل تعريضها لمعاملات شتى منها تجنيس الأصول وأهل الجدود والجدود والأمات والكتاكيت البياضة وحتى كتاكيت التسمين أحيانا. كما على الكتاكيت أن تعطى التحصينات اللازمة لدرء بعض الأمراض الفيروسية كالمارك والنيوكاسل والتهاب الشعب الهوائية وغيرها إذا اقتضت الضرورة إلى ذلك.
وإدارة معامل التفريخ تكون مسئولة أيضا عن سلامة نقل بيض التفريخ من المزارع المنتجة بسيارات مكيفة للغاية وبوسائل حفظ للبيض تضمن عدم تعريضه للكسر أو للإرتجاج.
والإدارة تكون مسئولة أيضا عن سلامة نقل الكتاكيت من معمل التفريخ إلى المزارع المقصودة بسيارات مكيفة صيفا وشتاء نظيفة معقمة قبل كل رحلة.
3- المجازر وتصنيع لحم الدجاج لم يكن للحم الطيور أن يتعمم وينتشر كمادة غذائية أساسية للإنسان لولا تطور وسائل ذبح دجاج التسمين وتجويفه وتنظيفه وتقديمه للمستهلك طيرا كاملا جاهزا للطهي أو مقطعات طازجة أو مجلدة.
أما في الدول الصناعية وبعض الدول النامية فإن تصنيع لحم الدجاج بوصفات وأشكال لا حصر لها وانتشار مطاعم الوجبات السريعة ساهم كل ذلك في رفع نسبة استهلاك لحم الدواجن إضافة أو على حساب استهلاك اللحم الأحمر.
المجازر الحديثة اليوم هي عنصر مكمل كبير في صناعة الدواجن وأصبح لها مواصفات دقيقة ترتكز بشكل أساسي على بعدها عن الأماكن السكنية وسهولة الوصول إليها وتوفر كميات كبيرة من الماء الصالح للشرب وتوفر ترع صرف للماء الناتج عنها. ترتكز على شمولية تعاملها مع دجاج التسمين بدءا من استلامه حيا في صالة استقبال مكيفة ومرورا بعمليات الذبح ثم التجويف والتنظيف الآليين والتبريد والتقطيع والتدريج والتوضيب والخزن في ثلاجات حتى بيعه طازجا منقولا بوسائل مبردة ونظيفة أو تجليده وحفظه بدرجة 20 تحت الصفر إلى حين تصريفه مجلدا.
كثيرا ما يلحق بالمجازر الحديثة أقسام تعني في تصنيع لحم الدواجن بواسطة الآت متخصصة تؤلف خطوط إنتاج معينة وبصورة آلية . تشمل هذه آلات التقطيع والخلط والتشكيل وإضافة البقسمات والقلي وأفران الطهي وأخيرا صاعق التجليد لتخرج هذه المصنعات كاملة الطهي جاهزة للتسخين والأكل.
تحتاج المسالخ الحديثة إلى كميات وفيرة من الماء تصل إلى 20 ليتر لكل طير يتم ذبحه.
ينتج عن المسالخ نفايات صلبة وسائلة وغازية يجب معالجتها معالجة سليمة تحافظ معها على البيئة والقوانين البيئية.
حلقات الصناعة الداعمة صناعة الدواجن تتفاعل مع عديد من الصناعات الأخرى والخدمات يصعب عليها التقدم والتطور بدونها. لقد أطلقت على هذه اسم الحلقات الداعمة لصناعة الدواجن.
1. مصانع المعدات
وهذه تشمل تصنيع المعدات المتخصصة لكل حلقة من حلقات صناعة الدواجن الأساسية والمكملة.
فهنالك تصنيع المعالف والمشارب والمبايض والأقفاص والمراوح وخلايا التبريد التي تحتاجها مزارع الدواجن.
وهنالك تصنيع آلات التفريخ وكل ما يرتبط بها من مبردات ومكيفات ومضخات ومغاسل وغيرها.
وهنالك تصنيع الآت مصانع العلف من جواريش وخلاطات ونواعير وناقلات ومحببات وألواح تحكم وإهراءات لخزن الحبوب وخزانات للمواد العلفية الأخرى والأعلاف الجاهزة ومقطورات نقل العلف السائب.
وهنالك تصنيع آلات المجازر الأساسية من خطوط تعليق الطيور إلى النتافات والمجوفات ومنظفات القوا نص ونازعات الأرجل والرأس والرقبة والبلعوم والرئتين
والكليتين ومنظفات الجوف وآلات تبريد الطيور وتدريجها وتقطيعها وتوضيبها. ثم هنالك وحدات التبريد والصواعق الخاصة بالتجليد والآت تصنيع لحوم الطيور المتعددة والمتخصصة وآلات تكرير المياه المبتذلة وطهي النفايات الصلبة وتكرير النفايات الغازية.
وهنالك تصنيع آلات تدريج البيض وتوضيبه وألات كسر البيض وفصل المح عن الأح وتجفيف كل على حدة.
وهنالك تصنيع كل ما تحتاجه صناعة اللقاحات والأدوية والمعقمات وتشخيص الأمراض من آلات متخصصة.
2. إنتاج اللقاحات تلعب الوقاية من الأمراض دوراً كبيراً في تخفيف كلفة الإنتاج. ولولا اكتشاف الفيروسات المتعددة والتي تصيب الدواجن و إنتاج اللقاحات الخاصة بها لكانت صناعة الدواجن مهددة بصورة متزايدة ولكانت كلفة إنتاج الدواجن في العالم أضعاف ما هي عليه الآن . إذن فاللقاحات الفيروسية أنقذت صناعة الدواجن من الأزمات المتلاحقة . أما اللقاحات البكتيرية فهي ساهمت في إضفاء المناعة المؤقتة لبعض هذه الأمراض خاصة للمزارعين الذين فشلوا في اعتماد مبدأ الأمن الوقائي في مزارعهم.
3. إنتاج الأدوية
إن تعرض الدواجن لتحديات الفيروسات بالرغم من التحصينات المعتمدة وتعرضها لبعض الآفات الأخرى كالمايكوبلازمات يسهل تدخل البكتريات بشكل إصابات ثانوية تؤدي إلى الإمراض والنفوق وتجعل من الضروري استخدام المضادات الحيوية. بالرغم من الحظر المفروض في بعض البلدان في استخدام كل أو بعض هذه المضادات إلا أن استخدامها ما زال شائعاً وضرورياً للاستمرار في المحافظة على كلفة إنتاج طبيعية .
لا تقتصر صناعة الأدوية على المضادات الحيوية بل تتعداها إلى مضادات الكوكسيديا وإلى مضادات الفطريات التي تلوث الأعلاف وهذه شائعة الاستخدام أيضاً .
4. إنتاج المعقمات إن استخدام المعقمات المناسبة بالنسب اللازمة ضروري من أجل كسر حلقة دوران الفيروسات والبكتيريات من قطيع إلى الذي يليه وفي عمليات التفريخ والمجازر. فالمعقمات الفاعلة لا غنى عنها في التخفيف من انتشار العدوى والتخفيف من استخدام الأدوية والمضادات الحيوية ومن وقف التلوث.
5. معامل تحليل الأعلاف تؤدي هذه المعامل خدمة فائقة في تحليل المواد العلفية والعلف الجاهز . إن كفاءة العلف يعتمد على استخدام الخامات ذات المواصفات القياسية العالمية . غالباً ما تكون هذه المعامل مؤسسة تابعة للدولة نظراً لما تطلبه من آلات متخصصة مرتفعة الثمن ومن اختصاصات عالية لإجراء التحاليل المختلفة. ناهيك عن أن هكذا معامل منوط بها مهمة الكشف عن صلاحية المواد العلفية المستوردة إلى البلد فتتحمل بذلك مسئولية كبرى من أجل حماية المصلحة العامة.
6. معامل تشخيص الأمراض أن معظم الشركات الكبيرة والمتكاملة تمتلك لها معملاً لتشخيص الأمراض لكن تبقى الحاجة ملحة إلى وجود معمل أو معامل مركزية تابعة للدولة.
تكون هذه المعامل مجهزة تجهيزاً كبيراً بالات الاختبار وبالخبراء المتخصصين كل في حقل معين من حقول الأمراض.
لا تقتصر مهمة هذه المعامل على الكشف عن الأمراض التي تصيب مزارع الدواجن بل تتعداها لتكشف على سلامة الجدود أو الآمات المستوردة وخلوها من الأمراض المعدية والمنقولة من أهل الجدود أو الجدود . تشمل هذه الأمراض السرطانيات والمايكوبلازمات والسلمونيلات وغيرها. تضاف إلى هذا وذلك مهمة الكشف على الأمات المنتجة للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية وإصدار الشهادات المطلوبة داخلياً أو للسماح لبيض التفريخ أو الكتاكيت لتصديرها إلى أسواق أخرى.
دور شركات الوادي الإنتاجي في صناعة الدواجن في مصر
كان ما تقدم وصف سريع ومختصر لصناعة الدواجن بحلقاتها الأساسية والمكملة والداعمة. فأين هي مواقع شركات الوادي من كل هذه الحلقات وخاصة الأساسية والمكملة منها؟
تعمل شركات الوادي في حلقات صناعة الدواجن الأساسية التالية:
1) تربية جدود التسمين وتقوم بذلك شركة الوادي لجدود الدواجن منذ عام 1995.
طالما تقوم هذه الشركة بمهامها في المحافظة على قطعان الجدود من التلوث البكتيري والتعرض لأمراض تنتقل أفقيا وتحصن هذه الجدود من الأمراض الفيروسية وتضفي مناعة عالية لبعضها الآخر فإنها بذلك تكون قد قامت بدورها حق قيام.
وعليه فإن نجاح أو فشل مشروع الجدود هذا يرتبط بخصائص السلالة المؤصلة وبقدرة شركة التأصيل على توفير الأمات وكتاكيت التسمين التي تستجيب لطلبات مربي الأمات ومربي دجاج التسمين.
لكل سلالة من السلالات المتوفرة في العالم مميزات تتفوق فيها عن منافساتها ولا توجد سلالة واحدة تستحوذ على كل الصفات المثالية التي يطلبها مربو الأمات ومربو دجاج التسمين. وعليه فإن اختيار سلالة بعينها يعتمد على أمرين: الأول هو قدرة شركة الجدود على تقييم السلالة المتوفرة تقييما موضوعيا والثاني هو قدرتها على تعميم المميزات التي تحملها هذه السلالة على الزبائن وإقناعهم باقتنائها.
لقد اعتمدت شركة الوادي لجدود الدواجن استخدام سلالة روص للميزات التالية:
إنتاجية الجدة المرتفع وخاصة إناث خط الإناث إنتاجية الأم المرتفعة حيوية دجاج التسمين المرتفعة معامل التحويل المتدني لدجاج التسمين إن هذه المميزات تجعل كلفة إنتاج الوحدة الوزنية من دجاج اللحم، إذا ما توفرت الشروط السليمة لتربية التسمين، أفضل من أي سلالة أخرى في العالم اليوم.
لكن الخصائص التي يعتمدها مزارعو التسمين في مصر لم ترقى إلى هذا المستوى بعد. فالمعيار الذي يتبناه مزارع التسمين في مصر هو سرعة النمو حتى وزن 1600 – 1700 جراما حي على علف متدني النوعية والطاقة بشكل أخص.
بناء عليه فإن السلالة التي تستجيب لرغبته هي سلالة الهبرد وحتى إشعار آخر.
الجدير ذكره في هذا المجال أن شركات التأصيل، في سعيها الدؤوب لتحسين خصائص سلالاتها، قد تصطدم بعوامل خارجة عن تخطيطها فتفقد ميزة كانت تتمتع بها أو تتعرض لمرض وراثي لم تعتمد وسائل فعالة لتنقية سلالاتها منه فتقع بذلك في ورطة يأخذها بعض الوقت للخروج منها. ففي هذه الحالة تتقدم عليها بعض الشركات الأخرى لو لحين. فالمد والجزر سمتان تلازمان عمل المؤصلين وقلما تجد مؤصلا احتفظ بالمركز الأول لمدة تزيد عن 5 – 7 سنوات في آن واحد.
على أن هنالك عوامل عديدة أخرى لا تتوقف على المؤصلين في أداء دجاج التسمين أو أمات التسمين. منها سبل التربية ونوعية العلف ودرجة الأمن الوقائي وبرنامج التحصين المتبع والتحكم بالحرارة والرطوبة والتهوئة الخ … كل هذه العوامل تعدل من النتائج التي يحصل عليها المزارع من أي سلالة من السلالات. هذا ما يفسر نجاح أو فشل قطعان الأمات أو قطعان التسمين أكثر من خصائص السلالة خاصة إذا ما علمنا أن الفروقات في نتائج السلالات من جدود أو أمات أو تسمين بين السلالات الأكثر انتشارا في العالم هي فروقات صغيرة يلغيها القصور على يد مربي الأمات ودجاج التسمين.
من هنا نرى أن دور شركة الوادي لجدود الدواجن يجب أن يظل كما كان وهو سلامة تربية الجدود والمحافظة على نظافتها من عدوى السلمونيلا والمايكوبلازما والسرطانات. كما عليها أن تتقن عملية تفريخ بيض الجدود بحيث تبعد عن الأمات الناتجة التشوهات أو التلوثات البكتيرية والفطرية.
إن الخدمات المجانية التي تؤديها شركة الوادي لجدود الدواجن لزبائنها من مربي أمات التسمين يجب أن تتعاظم وترتقي ‘إلى حدود التأثير في النتائج الإيجابية لهذه الأمات لجهة حيويتها وإنتاجيتها ونسب إخصابها ونسب تفريخ بيضها وحيوية كتاكيت التسمين الناتجة عنها وخلو الأمات من العدوى وخاصة الأمراض التي تنتقل رأسيا كي يستطيع هؤلاء المربون الحصول على أكبر قدر من الخصائص الوراثية السليمة لهذه السلاسة.
تقتني شركة جدود الدواجن أيضا سلالة شايفر البنية للتسمين وهي تنتج الأمات البنية وكذلك كتاكيت التسمين البنية. على أن كامل إنتاج هذه السلالة من الأمات يذهب إلى شركتي دواجن الوادي ومزارع الوادي ولا يباع لمربي أمات التسمين لأن سوق التسمين البني محدود جدا.
يبلغ إنتاج شركة الوادي لجدود الدواجن من أمات التسمين من السلالتين 30% من حاجة مصر لأمات التسمين وترغب الشركة في رفع هذه النسبة في القريب العاجل. يعتمد نجاح الرغبة هذه على درجة استمرار المميزات التي ذكرنا عن سلالة روص أو على تقدمها وعلى درجة إقناع مربي التسمين في أهمية هذه المميزات للنتائج الفعلية التي يحصلون عليها مقارنة مع السلالات الأخرى خاصة في احتساب الربحية الحقيقية.
2) تربية الأمات البياضة والتسمين إضافة لأمات التسمين تقوم شركة مزارع الوادي بتربية أمات لوهمان البياضة والبنية على السواء.
تعد شركة لوهمان الألمانية من أعرق شركات تأصيل أصول الدجاج البياض في العالم. كما تعتبر سلالة لوهمان البنية أفضل سلالة بنية في العالم اليوم نسبة للخصائص المميزة التي تحملها ومنها غزارة إنتاجية الدجاجة البياضة وكبر حجم البيض وقوة قشرة البيض وانخفاض استهلاك العلف التي تؤدي إلى معامل تحويل مميزة. هذه الخصائص مجتمعة تجعل اقتصاديات تربية لوهمان البنية واضحة ومتفوقة على السلالات البنية الأخرى في السوق. وقد نجحت إدارة تسويق وخدمات شركة الوادي للتفريخ وخدمات الدواجن بتثبيت هذه النتائج لدى المزارعين إلى درجة أن استخدام لوهمان البني يفوق الـ 60% من حاجة السوق المصري للدجاج البني الذي يعطي بيضا بنيا.
أما سلالة لوهمان البيضاء فإن مميزاتها تتوازن مع مميزات السلالات المنافسة الموجودة في السوق المصري مع العلم بأنها تختلف نوعا.فبينما تتميز فرخة لوهمان البيضاء بغزارة إنتاجها وكبر حجم بيضها وصلابة قشرته تتميز السلالات المنافسة بنفوق أقل واستهلاك علف إما يساوي أو أقل أو أعلى من لوهمان. وعليه فإن حصة لوهمان البيضاء من السوق المصري لم تتعد الـ 20% ويكون بذلك إجمالي حصة الوادي من سوق الكتاكيت البياضة في مصر 40%.
أما بالنسبة لأمات التسمين فإن شركتي دواجن الوادي ومزارع الوادي تقومان بتربية أعداد كبيرة من هذه الأمات التي تفوق الـ 15% مما يتم ترتبيه من أمات تسمين في مصر.
لقد اعتمدنا مبدأ الأمن الوقائي كأساس في بناء مزارع شركتي الأمات وفي إدارة هاتين الشركتين، الأمر الذي سمح لنا بعدم استخدام اللقاحات البكتيرية كما يفعل السواد الأكبر من مربي الأمات في مصر فيحصنون، ومنذ سنوات، ضد الكوريزا والكوليرا والمايكوبلازما وحتى السلمونيلا بينما نحن نعتمد على الوقاية الجدية كأساس لأبعاد هذه الأمراض عن الأمات.
أما الوقاية من الأمراض الفيروسية فتتم باعتماد برامج تحصين تتغير من حين إلى آخر تبعا للتحديات المرضية التي تواجهنا لكنها تهدف إلى إضفاء أكبر قدر من المناعة لحماية هذه الأمات ولنقل المناعة المرتفعة لبعض هذه الفيروسات إلى الكتاكيت البياضة أو كتاكيت التسمين مساعدة للمزارعين لعدم التعرض لها في مراحل تربيتها الأولى.
3) تصنيع الأعلاف تولي إدارة شركات الوادي أهمية قصوى لموضوع العلف وتدرك تأثيره على إنتاجية الجدود والآمات التي تربيها.
فانتقاء النوعية هو هاجس يلازمنا وشراء المواد الأولية بأسعار تنافسية هو همنا الأكبر.
ومع إنها اعتمدت مصنعا متواضعا في تجهيز علف الجدود وآخر متواضعا ولو بإمكانيات أكبر في تصنيع علف الأمات في المواقع المختلفة حتى الآن إلا إنها قررت ومنذ ما يزيد عن سنة بناء مصنع متكامل قد يكون أحدث مصنع في مصر سوف يكون جاهزا للعمل في الربع الأخير من هذا العام.
طاقة تخزين الحبوب بإهراءاته هي 25 ألف طن ذرة وطاقة تخزين كسبة فول الصويا بالمخزنين الخاصين لهذه المادة هي عشرة آلاف طن. أما الطاقة الإنتاجية للمصنع فسوف تكون 60 طن ساعة منها 40 طن من العلف المحبب.
روعي في تصميمه التفريغ السريع للحبوب والكسب والانسياب الآلي للخامات في عمليات الجرش والخلط والقدرة على التحبيب وإضافة الزيوت للعلف بصورة كفؤة كل ذلك بدقة متناهية يتم مراقبتها بكافة مراحل التشغيل منعا للأخطاء.
نظرا لطاقته الكبيرة فإن مصنع شركة الوادي لتصنيع الأعلاف سوف يفتح الباب على مصراعيه أمام مجموعة الوادي لولوج السوق المصري في بيع العلف ذات النوعية المميزة وخاصة لمز راعي التسمين. من هنا فإنني أدعو أن يتم تعاون وثيق وصادق بين شركتي الوادي للتفريخ وخدمات الدواجن وشركة الوادي لتصنيع الأعلاف من جهة ومزارع التسمين من جهة أخرى كي ينتج عن هذه الشراكة رفع لمستوى تربية دجاج التسمين في مصر من حيث الكفاءة الإنتاجية ومن حيث تخفيف الكلفة.
4) تفريخ الكتاكيت لم يصل معمل تفريخ شركة الوادي للتفريخ وخدمات الدواجن إلى أعلى درجة من الإتقان إلا بعد بناء ثلاثة معامل تفريخ قبله اثنان منها في مدينة السادات.
يقع المعمل على أرض مسورة مساحتها 21000 مترا مربعا. تبلغ مساحة البناء 9000 مترا مربعا. يحوي المعمل 117 حاضنة معظمها أحادي عمر البيض.
تتوزع الحاضنات على خمس غرف منفصلة وتتوزع المفرخات على ست غرف منفصلة. يتم التفريخ في كل غرفة مرة واحدة بجميع مفرخاتها. وتستقل تهوئة وتدفئة وتبريد كل غرفة استقلالا كاملا عن جاراتها .
روعي في تصميم وتنفيذ المعمل الانسياب السليم لبيض التفريخ من لحظة دخوله إلى المعمل وتعرضه للتعقيم وحفظه في أحد أربع ثلاجات مكيفة سعتها 2.5 مليون بيضة مروراًُ بالحاضانات ثم المفرخات ووصولا إلى غرف الفرز والتحصين والعد الآلي والتوضيب كما روعي عامل الأمن الوقائي رعاية خاصة في اعتماد الممرات المتعددة مرورا مستقلا من أي غرفة من غرف المعمل إلى الغرف المستهدفة .
تبلغ طاقة هذا المعمل الحالية 150 مليون كتكوت سنوياً مع إمكانية رفعها إلى 200 مليون كتكوت سنوياً بإضافة الحاضانات والمفرخات اللازمة عندما تدعو الحاجة .
يضم أسطول السيارات المكيفة والمصممة تصميما خاصا ثلاثين سيارة تنقل هذه الكتاكيت يوميا إلى مزارعي الدجاج البياض ودجاج التسمين المنتشرين في كافة أنحاء جمهورية مصر العربية من الساحل الشمالي إلى أسوان جنوبا.
يتم تصدير جزء هام من إنتاج الشركة من الكتاكيت البياضة والتسمين إلى السودان وأثيوبيا وأريتريا وأوغندا والكويت وعمان والإمارات العربية واليمن وليبيا.
لقد شهد العديد من خبراء التفريخ في أوروبا وأميركا بالمميزات الواضحة في تصميم المعمل وفي إتقان التنفيذ وفي التفاصيل الهامة التي روعيت وأستحق بذلك ثنائهم.
دور شركات الوادي الريادي في صناعة الدواجن في مصر
منذ اللحظة الأولى لمساهمتنا في صناعة الدواجن في مصر ونحن نعي المسئولية القومية على عاتقنا والمتمثلة بتطوير هذه الصناعة وبتعميم المعرفة والفائدة على المزارعين ناهيك عن تطوير ذاتنا في كل المجالات حتى تكون مساهمتنا التطويرية فعالة وكفؤة.
لقد اعتمدنا مبادئ وخطط رئيسة وهي:
مستقبل صناعة الدواجن في مصر
من المعلوم أن صناعة الدواجن هي صناعة محمية بالرسوم الجمركية على المستوردات ناهيك عن الحماية الإدارية المتمثلة بإجازات الاستيراد.
فبالرغم من انضمام مصر إلى منظمة التجارة العالمية التابعة للأمم المتحدة وبالرغم من توقيعها على معظم الاتفاقيات التي أعدتها المنظمة، لكن مصر استطاعت أن تضع رسما جمركيا مرتفعا على لحم الدجاج المستورد بلغ 80% وبحد استيفائي جمركي مقداره 1500 دولار للطن واصل موانئ مصر. تتناقص النسبة المئوية للرسم تدريجيا لتصل إلى 60% بحلول 2004.
هذا الرسم المرتفع هو الذي وفر الحماية اللازمة لصناعة الدواجن أن تنطلق وتتوسع رأسيا -وأفقيا.
لا تنفرد مصر في هذه السياسة. بل تعتمدها معظم الدول العربية والأسيوية والأفريقية وعديد من الدول الصناعية في العالم أيضاًً.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن تبادل المنتجات الزراعية بين كافة الدول المنضمة إلى منظمة التجارة العالمية مازال رهنا للقيود الجمركية أو الإدارية وإلى الدعم الكبير. وقد فشلت المنظمة في تحرير تجارة المنتجات الزراعية بين أعضائها حتى الأن.
فأميركا تدعم المزارعين بشتى الوسائل كي يستطيعوا المنافسة في أسواق التصدير. وأوروبا مازالت ترصد 44 مليار يورو سنويا لدعم منتجاتها الزراعية. يوفر هذا الدعم مجالات كبيرا للمصدرين في تصدير منتجاتهم بأسعار غالبا ما تقل عن كلفة إنتاجهم.
ولما كان اقتصاد مصر لا يسمح بدعم الإنتاج الزراعي وبدعم التصدير بشكل واسع فإنه من الطبيعي أن تلجأ مصر إلى الحماية كوسيلة لإبقاء منتجيها الزراعيين قادرين على البقاء.
ينطبق ذلك على إنتاج الدواجن. فالحماية ساهمت في إحياء الصناعة وتوسعها وتساهم حاليا في بقائها. إذن إنها سياسة حكيمة تسمح قوانين منظمة التجارة العالمية باعتمادها مع إنها تسعى من حين إلى آخر وبضغط من الدول الصناعية أن تخفف من الرسوم الجمركية المفروضة حتى تجد لمنتجاتها موطئ قدم.
أما عن مستقبل الصناعة فإنه يتوقف على عوامل عديدة:
1- الإبقاء على سياسة الحماية
لما كانت معظم مدخلات إنتاج هذه الصناعة مستورد كالذرة والزيوت والجدود والآمات واللقاحات والأدوية والفيتامينات فإن ذلك يعني أن 90% من كلفة الإنتاج تدفع بالعملة الصعبة.
ولو نظرنا إلى الدول العريقة والمتقدمة في صناعة الدواجن والتي تتمتع بميزة تنافسية واضحة نرى أنها تلك الدول التي تنتج أعلافها وعديد من مدخلات الإنتاج الأخرى. يأتي في طليعة هذه الدول البرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية والصين وتايلاند. حيث تبلغ كلفة كيلو لحم الدجاج المذبوح 90 سنتا أميركيا بينما كلفة إنتاجه في مصر ومعظم الدول العربية 150 سنتا أي 1.67 ضعفا.
إضافة إلى كون كلفة هذه البلدان متدنية فإن منتجيها يحصلون على دعم لتصدير منتجاتهم الفائضة أو يلجأ ون إلى بيع بعض أجزاء هذه الدواجن كالفخاد مثلا أسعار متدنية لأن أسعار مبيع لحم صدر الطيور في أسواقهم المحلية يغطي الفارق.
من هنا نرى أنه يستحيل على صناعة الدواجن في مصر الاستمرار دون الإبقاء على سياسة الحماية.
2- سياسة دعم التصدير
كما أسلفنا كانت شركات الوادي سباقة في ولوج تصدير منتجاتها من بيض التفريخ والكتاكيت البياضة والتسمين إلى دول عربية وأفريقية. ففتحت بذلك المجال أمام منتجين آخرين ليحذو حذوها. وهكذا أصبحت مصر في النصف الأخير من عام 2002 حتى الآن مصدرا رئيسا لبيض تفريخ التسمين وللكتاكيت البياضة وبعض الأمات عمر يوم لأسواق السودان وليبيا واليمن والإمارات العربية المتحدة والكويت.
لقد أعتمد الاتحاد العام لمنتجي الدواجن اقتراحا تقدمت به الوادي لدفع الدعم على تصدير منتجات الدواجن. ساعد هذا الدعم في زيادة حجم التصدير اعتبارا من نفاذ قرار الدعم في 21 يناير 2003. في حالة توقف الاتحاد عن الدعم فإنه من الممكن حث وزارة التجارة الخارجية على تبني هذا الدعم ليحل محله.
3- قيمة الصناعة في الاقتصاد المصري
بلغت التوظيفات الرأسمالية في صناعة الدواجن في مصر 15 مليار جنيه كما تبلغ التوظيفات العاملة نصف مليون شخص بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وعليه فإنه يستحيل على الحكومة المصرية أن تتجاهل هذا الواقع وتقدم على خطوة من شأنها أن تلحق الأذى بالعاملين أو بالتوظيفات.
4- التكامل
إن معظم الدول المتقدمة في صناعة الدواجن قد لجأت إلى التكامل الأفقي في تربية الدواجن . التكامل الأفقي هذا يأخذ أشكالاً مختلفة لكن أكثرها شيوعاً هو امتلاك المؤسسات التي لديها الهيكلية التسويقية بزمام أمور التكامل .
ففي هذه الحالة تمتلك المؤسسات مجزر الدواجن وأسطول توزيع المنتجات وتكون لديها جهازاً كفؤاً لتصريف وتسويق الإنتاج .
غالباً ما تمتلك أيضاً مصانع العلف والمفرخات خاصة وأن كلفة العلف تشكل 40-60 % من كلفة المنتج النهائي الجاهز للتسويق .
تقوم هذه الشركات بتوقيع عقود لتربية الآمات مع مربي الآمات وعقود أخرى مع مربي التسمين . فتأخذ بيض التفريخ من مربي الآمات وتحوله إلى كتاكيت في معامل تفريخها توزعه على مربي التسمين وتوفر للمربي العلف اللازم وتأتي بدجاج التسمين إلى مجازرها للحصول على لحم الدجاج بأشكاله الطازجة أو المجلدة أو المصنعة القابلة للتصريف بالأسواق .
يحصل المزارع مقابل جهده في تربية الآمات أو دجاج التسمين على قيمة مادية تقدر حسب الكفاءة الإنتاجية وهي في معظم الحالات تضمن للمربي دخلاً بسمح له بسدّ مصاريفه والاحتفاظ بمستوى من الربح يبرر الاستثمار الذي وضعه في مزرعته .
هذا الشكل من أشكال التكامل يصبح ضرورياً لاستمرار الصناعة خاصة بعد أن تصيبها نكسات متتالية نتيجة اختلال التوازن بين العرض والطلب كما شاهدنا ونشاهد الآن ما يحصل لصناعة الدواجن في مصر . من حسنات التكامل الأفقي هي بقاء المربين في مواقعهم شريطة أن يحسنوا من تجهيزات مزارعهم ومن كفاءة إدارتهم الفنية كي يساهموا في تخفيف كلفة هذا الإنتاج.
إن مجموعة شركات الوادي تشكل تكاملاً عمودياً وليس أفقياً حتى الآن . فهي تمتلك الجدود والامات ومصنع العلف والمفرخات . فتكاملها العامودي هذا يوصلها إلى إنتاج الكتاكيت عمر يوم باستقلالية.
هنالك أيضاً شركات أخرى في مصر تكاملت عامودياً لذات المستوى وقد يكون بعضها يعمل بخطوات التكامل الأفقي للحلقات التالية والتي يدخل فيها تربية دجاج التسمين والمجزر وتسويق المنتج النهائي .
إن المعوقات التي تقف في طريق التكامل الأفقي في مصر عديدة . يأتي في طليعتها غياب التشريعات التي تودي إلى تشجيع الاستثمارات في المجازر وفي تسويق الإنتاج بشكل يحافظ على البيئة وعلى صحة الناس . فطالما أنه بمقدور أي مزارع كان أو تاجر أن يذبح ويجهز دجاج التسمين في أماكن بدائية لا توفر الشروط الصحية الدنيا للمحافظة على لحم الطيور من التلوث البكتيري فإن أصحاب المجازر الحديثة والتي توفر الاشتراطات البيئية والصحية المعروفة عالمياً يواجهون منافسة غير مشروعة . كما أن شركات الوادي وغيرها تتردد في إنشاء مجازر حديثة قبل صدور قرارات تنظم هذه الصناعة على أسس سليمة.
لقد قدمت إدارة مجموعة شركات الوادي للاتحاد العام لمنتجي الدواجن برنامج عمل متكامل يبرر وجوده . وكان في طليعة الأفكار التي طرحناها هو ضرورة تجهيز مواصفات قياسية لكافة حلقات هذه الصناعة من مزارع الجدود ومزارع الآمات ومزارع البياض ومزارع التسمين ومعامل التفريخ ومصانع الأعلاف ومجازر الدواجن تكون الأساس الصالح الذي تعتمده وزارة الزراعة للتراخيص الممنوحة لهذه المنشآت. عندها فقط نرى أن التكامل المرتقب والضروري لاستمرار هذه الصناعة بعيداً عن الأزمات المتتالية سوف يرى النور بخطوات متسارعة .
ومن حسن الطالع أن مجموعة شركات الوادي قد أقدمت على إنشاء مشاريعها الإنتاجية على أسس فنية عالمية تصلح لتكون نموذجاً للمواصفات القياسية التي نرجو أن تتحقق . لا بل يمكنني القول بأن ما قامت به المجموعة كان نموذجاً صالحاً اعتمدته شركات عديدة في مصر كي تلحق بالركب وتخفف من كلفة إنتاجها وتحسن من قدرتها التنافسية .
لقد كنا سباقين في اعتماد الآمن الوقائي وفي استخدام التبريد الصحراوي الكفؤ وفي التخلي عن اللقاحات البكتيرية وفي اعتماد العلائق النباتية وعدم استخدام المركزات العلفية بل المواد العلفية الأساسية من مصادرها الأكفأ والأرخص ثمناً . كنا سباقين في رفع كثافة التسكين بواسطة الطبالي مع تحسين سرعة الهواء وزيادة المعدات .
أن التجارب المتتالية التي نجريها على التغذية والتسكين والأجهزة والتحصينات والمضيفات العلفية لا تقف عند حد وهي تخدم في ابتكارات تفيدنا وتفيد الصناعة ككل
الرسالة والرؤية
رسالتنا كانت وستبقى : " تحسين نوعية الحياة لشعب أمة نامية عظيمة"
من أجل تحقيق هذه الرسالة النبيلة فإن رؤتنا تتمثل في :
"تحسين نوعية إنتاجنا وتخفيف كلفته، تثقيف موظفينا وزبائننا وتحسين مستوى معيشتهم والمساهمة في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي"
ثقافة الوادي
في النهاية أود أن أتوجه إليكم منتسبي شركات الوادي بأن تعتنقوا المبادئ التي ذكرت وتزيدوا عليها وأنتم قادرون. ما تم خلال العشرين سنة السابقة هو بناء ثقافة يمكن أن نطلق عليها في عالم الدواجن وعالم الأعمال " ثقافة الوادي". إنها مزيج من المبادئ السليمة والفكر النير والعزيمة التي لا تهون.
فإلى المزيد. والمستقبل أمامكم تصنعوه بأيديكم وبعقولكم وبإيمانكم.