وعدتنا يا معالي الوزير بأنك لن تلجأ إلى فتح باب إستيراد لحوم الدواجن. وفي المقابل، وعدناك بأننا سوف نزيد الإنتاج بأسرع وقت ممكن كي نوفّر الطلب الزائد على هذه اللّحوم. شرحنا لك بأنّ الطلب زاد بطريقة فاقت العرض بسبب غلاء اللحوم الحمراء المستوردة التي وصل سعرها الى ضُعفَي وحتى ثلاثة أضعاف سعر لحم الدواجن الصافي، الأمر الذي جعل الإقبال على لحوم الدواجن ضعفي المتوفر.
إنّ منتجي الدواجن وفَوا بوعدهم فاستوردوا الأمات المؤصلة بأعداد فاقت المعتاد واستوردوا كميات كبيرة من بيض التفريخ، كل ذلك لتسريع عملية الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد. فما الذي كان يتوجب عليهم فعله أكثر من ذلك؟ وفَوا بوعدهم... لكنك خزلتهم لأنك لم تصبر لترى نتيجة جهودهم وتضحياتهم التي سوف تتحقق بعد ثلاثين أو أربعين يوماً فقط.
سوف يتزامن وصول لحوم الدواجن التي سمحتَ باستيرادها مع زيادة الإنتاج المحلّي ويواجه المزارعون أسعار مبيع متدنية قد تصل إلى ما دون كلفتهم. سوف تراهم يتسارعون لزيارتك والعودة إلى مطالبتك بمنع الضَيم الذي أصابهم، تماماً كما فعلوا منذ ستة أشهر فقط. فمن باب التذكير، لقد اجتمعت حينئذٍ بالنقابة اللبنانية للدواجن وطلبت زيادة أسعار مبيع الدواجن منعاً لخسارة المزارعين الذين يبيعون إنتاجهم بأسعار أقل من كلفته.
من المؤسف حقاً أنّ أركان وزارة الزراعة إلتزموا الصمت، وأي صمت، ولم يهبّوا للدفاع عن مصلحة وديمومة قطاع الدواجن، هذا القطاع الذي برهن عن نجاحه وصموده أمام المستوردات التي كانت، ويبدو أنها سوف تبقى، منافساً مثبِطاً للعزائم وغير متكافئ بسبب دعم إنتاجه من بلدان منشأه وعدم مراعاته لمواصفات ليبنور الملزمة للإنتاج الوطني.
إنّ الرجوع عن الخطأ فضيلة. أملي أن تعود عن قرارك وتلغي أذونات الاستيراد كي يكتب تاريخ وزارة الزراعة على أنّ وزير زراعةثانٍ منذ عام 1992 قاوم الضغوطات وحكّم مصلحة الإنتاج الوطني وشجّعه، وبذلكساهم في تحفيز الإستثمار وخلق فرص عمل لمحتاجيها.
المهندس موسى فريجي
musa@musafreiji.com
www.musafreiji.com
12/10/2020