كتاب مفتوح لمعالي وزير الزراعة السابق الأستاذ غازي زعيتر

في محاولة من النقابة اللبنانية للدواجن للتباحُث معكم بشأن حماية إنتاج لحوم الدواجن اللبنانية من المستوردات من البرازيل وبعض الدول العربية قُمتم بتاريخ 20/10/2017 بدعوة عامة في الوزارة حضرها معظم أركان الوزارة ومستشاركم د. محمد فرّان ومدير عام وزارة الإقتصاد وضمّ عدد كبير من المزارعين المنتسبين للنقابة وغير المنتسبين ووسائل الإعلام.

بعد إستعراض أرقام الإستيراد الكبيرة التي تمّت خلال السنوات منذ 2008 والتي أظهرت ورود ما يزيد عن 15,000 طن من المجلدات والمصنعات من البرازيل والأردن والإمارات المتحدة سنوياً، الأمر الذي يشكل إنتاج ثلاثين مليون فروج سنوياً، قام المزارعون والنقابة بدعوتكم للتوقف عن إعطاء أذون استيراد جديدة مقابل أن يقوموا بزيادة إنتاجهم لتغطية أي عجز يحصل جرّاء التوقف عن الإستيراد. ثم قامت النقابة بتزويدكم بكتاب تعهد بالقيام بالإنتاج المطلوب في فترة لا تتعدى العشرة أشهر. وعلى الأثر، قمتم بالإعلان وقوفاً أمام أركان الوزارة والمزارعين ووسائل الإعلام عن توقفكم عن إعطاء أذون إستيراد جديدة إعتباراً من هذا الإجتماع.

وعلى الأثر قام مربّو امّات الدواجن بزيادة عدد قطعانهم من هذه الأمات لتوفير الصيصان عمر يوم كما قام المزارعون مربّو الفروج إمّا بإنشاء مزارع جديدة أو التوسع في بناء مزارعهم القائمة كل ذلك بهدف توفير إنتاج ثلاثين مليون فروج سنوياً إضافة لحجم الإنتاج المتوفر في منتصف 2017 ولسد العجز الذي قد يحصل نتيجة قراركم بالتوقف عن إعطاء أذون استيراد جديدة.

لكن مع الأسف الشديد، تبّين لنا ومن إحصاءات الجمارك اللبنانية بأنّ حجم الإستيراد السنوي وإن قلّ بحدود 15-20% لكنه لم يتوقف بناءً لوعدكم وظلّ حال الإستيراد على ما هو عليه حتى يومنا هذا وبالرغم من التغيير الوزاري الذي حصل إثر الإنتخابات النيابية.

لدى تسلّم معالي وزير الزراعة د. حسن اللقيس وعدنا معاليه بأنه لن يعطي أي أذون جديدة. لكن الإستيراد لم يتوقف حتى يومنا هذا. ولدى مراجعة أركان الوزارة تبيّن بأن ما يتم إستيراده هو نتيجة أذون إستيراد قمتم بإعطائها للتجار المستوردين قُبيل تسليمكم وهذا يعتبر نكلاً فاضحاً بوعدكم وإيذاءً متعمّداً منكم لمزارعين صرفوا الملايين في سبيل زيادة الإنتاج مقابل التوقف عن الإستيراد. وها هم يعانون الأمرّين من بيع إنتاجهم ومنذ مطلع هذا العام بأسعار تقل عن كلفة إنتاجهم بخمسين إلى ستين سنتاً عن كل فروج ينتجونه.

معالي الوزير زعيتر،

إن صناعة الدواجن في لبنان تحمّلكم مسؤولية خسارتها البالغة ثلاثين مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2019 والناتجة عن زيادة العرض عن الطلب وبالتالي إنخفاض الأسعار دون كلفة الإنتاج.

والذي يزيد الطين بلّة أننا عجزنا عن معرفة ما تبقى من أذون إستيراد بين أيدي التجار المستوردين بتوقيعكم بسبب تمنّع أركان الوزارة عن الإفصاح عنها وتمنّع معالي وزير الزراعة د. حسن اللقيس بإلغاء الأذون التي وقعتم عليها.

فبالرغم من فعلكم هذا وإيذائكم لآلاف المزارعين الكادحين فإنهم والنقابة يدعون لكم بالصحة والهناء وراحة البال.

    النقيب المهندس موسى فريجي

          النقابةاللبنانيةللدواجن

18/7/2019