الأخت والأخوة الأحباء ،
أمسية اليوم هي أمسية تتكرّر منذ سبع سنوات وإن عكّر تواصلها بعضها ، لكنها تعود علينا بالخبر اليقين ، خبرِ صعودِ شركات الوادي في مجالات متعددة وخبرِ توسعاتها وتنّوع توظيفاتِها ، زدْ عليها خبرُ تطوير وتحسين قدرات وكفاءة منسوبيها كي يصبحَ أداؤُها أداءً رفيعاً مميزاً عالمياً يبّددُ سمعةَ اليأس التي لازمت عديد من الشركات المصرية ويؤكّدُ قدرةَ الشركات المصرية على الإبداع والرقيّ .
التـّميزُ صفةُ يسعى إليها كلَّ إنسان مهما إنخفض أو علا شأنُه . وهي في الواقع صفةٌ ملازمة لرغبةِ الإنســـانِ في الإعترافِ به وبقـــدْرهِ في المجتــمع . فقد يأتى التمّيــزُ عن طريق النجاح في المهنـة أوالوظيفة أو العمل وقـد يأتي في القـدرة على التفّوق في إحدى الفـنون أو المنافسـات الرياضية أو السياسية أو فى العطاء العلمي أو المادي . يبقى أن التميّـز أسهل من المحافظـة عليه . فالتقدمُ فىِ العمـر يقف عائقاً أمام إستمرارية التميّـز في الرياضة والفنون والأدب والسياسة لكنه يخلّد ذكرى حاملِه . وهكذا يخّلـدُ التميز ذكرى حاملِه في المهن الحرة والإحترافية وفي النشاطات الإجتماعية وفي الإبتكار والإختراع والأبحاث والتطوير .
أمـّا المتميزون أمثالُكم فتميُّزهم نسبّيٌ بالمقارنة وليس تميّـزاً مُطلقاً . من هنا تأتي إستمراريةُ التمّيز مرتبطةًَ بتواصل الإنجاز وليس بإعتباره محطةً محددة نصلُ إليها فـنحافظ معها على التميّز . فأنتم مدعوون للإنجاز بصورة تميّزُكم عن أقرانِكم. وعليه فأنتم محافظون على ميـزة التمّيز بقدر إستمراريتكم في العطاء والإنجاز المتميّز عن غيركم . وقد تخسرون هذا الموقع إذا ما تلكأتم أو تقاعستم أو تراخيتم . عليكم إذاً أن تبقوا متألقين متحّفزين واعين مقدامين مبتكرين مبدعين كل في موقعه حتى يمكنكم المحافظة على التميّز الذى تتمتعون به في هذا الحين .
كم سيكون فرحي عظيماً أن أشاهد أعدادَكم في تصاعد ووجوهكم النـّيرة حاضرةً سنة بعد سنة . وكم سأكون مكتئباً عندما أعرفُ أن أحدكَم خسر موقعَه الممّيـز . أيها الأخت والأخوة ،
مع أنني أخاطبكم بصفتي وبصفتكم لكني أرجو أن تعتبروا أنفسَكُم شركاء لأنكم في الواقع شركاءً في المسئولية وشركاءً في الواجبات وشركاءً في التبعات لا على أصحـاب المال فحسب بل على كافة العاملين وحتى على إقتصاد مصر وعلى مركزها الإقتصادي إقليمياً وعالمياً . تقع عليكم ، كونكم قياديين ، مسئولية إستثماراتِ ومسئولية إخوةِ لكم عاملين في شركات الوادي . فأدائكم يصيُبهم سلباً أوإيجاباً . من هنا مسئوليتُكم كبيرة فلا أظنكم إلاّ مقدرنيها وواعين لها .
أرجو لكم دوام الصحةِ والعافية والتقدم والرخاء والبقاء في موقعكم المتمّيز .
والسلام عليكم القاهرة في : 15/12/2009