مقابلة مجلة دواجن الشرق الأوسط مع : المهندس موس فريجي
سؤال 1- كونكم خريج الجامعة الأميركية في لبنان ، هل كانت لديكم فكرة عملية عن تربية الدواجن في بادئ الأمر ؟ وكيف اتتكم فكرة خوض مجال صناعة الدواجن ؟
الجواب : عندما دخلت الجامعة الاميركية في بيروت كانت رغبتي بالإلتحاق في كلية الهندسة . لكن لم يكن متوفراً أية منح في هذه الكلية وإنحصرت المنح المدرسية في ذلك الوقت أي عام 1955 في كلية الآداب فرع التربية وكلية التمريض وكلية الزراعة .
ولما كان أهلي عاجزون عن توفير قسط التعليم كان لا بد لي من إختيار واحدة من هذه الكليات للإنضمام إليها واحصل على التعليم الجامعي المجاني . فما كان علي إلا إختيار كلية الزراعة . كان برنامج الأربع سنوات عاماً وشاملاً بما ذلك الإنتاج النباتي والحيواني ومن ضمن هذا الأخير الدواجن وتغذيتها وامراضها.
لكن التخصص كان بمثابة مشاريع دراسية خاصة فأخترت التركيز على الريّ وحصلت في النهاية على علامة 90% لهذه الدراسات .
وعندما تخرجت كانت عائلتي بحاجة ماسة للمساعدة المادية . تعذر علي إيجاد أي عمل في الدوائر الحكومية او الخاصة في موضوع إختصاصي . فما كان مني إلا قبول أول عرض للعمل في مشروع صغير للدواجن في حينه في سهل البقاع فإنضميت إليه وإنغمست بالعمل بالدواجن منذ خريف 1957 . وهكذا كتب لي أن أختار هذا المجال من العمل طيلة حياتي .
سؤال 2- دخلتم بشراكة مع اكبر مزرعة أمات وتفريخ في لبنان . كيف كان العمل في مشروع كهذا في تلك الفترة ؟
الجواب : في الواقع لم تمض نصف سنة على العمل الوظيفي حتى أسست ، إضافة له ، مزرعة صغيرة قوامها 2500 دجاجة بَّياضة وأخذ ابي ، الذي كان عاطلاً عن العمل ، بإدارتها مَع عامل واحد . وفي غضون ذات العام عاد عمي من الإغتراب في سيراليون إلى لبنان حاملاً معه 60,000 ل.ل.
وعرض علي إستثمارها في مشروع للدواجن مستقل عن مزرعة أبي . وافقت وبينما نحن نعد العدة لشراء الأرض والبدء بالبناء أطلّ علينا صديق لعمي مع اخويه عائداً من أستراليا حاملاً 140,000 ل.ل.
وعرض علينا ضمها إلى رأسمالنا والتوسع بالمشروع . وهكذا كان وأتفق عمي مع عزيز وردة واخويه وأنشأوا شركة عزيز وردة وشركاه على أن تكون بإدارتي الفنية والبيعية والخدماتية بالكامل مقابل 25 % من الأرباح دون أي راتب ( اي بصفة شريك مضارب ).
كان في تلك الفترة قد تأسس بضعة مشاريع أحدها للمرحوم حسن شومان في جزين لأنتاج الفروج فقط . والثانية لخليل غطاس وشركاه ( وهي الشركة التي عملت فيها مدة 15 شهراً فقط وتركتها هارباً من الغش والإحتيال ) والثالثة أغريكو أسسها مجموعة من اللبنانيين العاملين في شركةIPC التابعة لشركة بترول أرامكوا في السعودية.
ومع ذلك شقينا طريقنا وركّزنا على إنتاج الصيصان البيّاضة واللحم وإنتاج الأعلاف المركزة والجاهزة وبيعها من المزارعين الذين كان يزداد عددهم كل يوم . أما العامل الأهم الذي دعانا ننطلق ونتوسع بسرعة ونتخطى المنافسة بسهولة فهو الخدمة المجانية التي كنت أؤديها للمزارعين في مجالات التربية والوقاية والعلاج والتغذية ومواصفات المزراع الجديدة وحاجاتها للمعدات إلخ ...
سؤال 3- بدأتم مسيرتكم في مجال تقديم الخدمة الفنية للمزارع في لبنان . ما هي المشاكل التي واجهتكم وكيف تخطيتموها ؟
الجواب : لم تكن الخدمات الفنية عملية سهلة أو إرتجالية . بل رافقتها الإستشارات المتتالية مع مركزين . الأول هو كلية الزراعة في الجامعة الأميركية في بيروت ، حيث تخرجت .
والثاني كان المختبر المتخصص التابع لوزارة الزراعة في الفنار . فقد آليت على نفسي ان أكون همزة الوصل بين المزارعين وبين هاتين المؤسستين اللتين كانا يؤديان النصح العلمي لمعظم المشاكل التي كنت أواجهها كما كانا في غاية الإستعداد للتعاون لأنني كنت اقوم بنقل معظم المشاكل وخاصة المرضية منها لهم من الحقل اولاً بأول وهو ما كانا بحاجة إليه لإجراء ابحاثهما والإطلاع على المشاكل المرضية والغذائية التي كانت سائدة في لبنان مع توسع إنتشار تربية الدواجن فيه .
من هنا يمكنني القول بانه ، ولمدة لا تقل عن عشر سنوات بعد تخرجي ، كان إرتباطي بكلية الزراعة في الجامعة الاميريكية وفي مختبر الفنار نوعاً من إمتداد لفترة دراستي نظراً لأن الإستشارات كانت تأتي من اساتذة جامعين وخبراء متخصصين ارسلتهم منظمة الاغذية والزراعة التابعة لأمم المتحدة .
ومن جهة أخرى فأن إتصالي بالحقل وبصورة مباشرة قد اعطاني الفرصة الكبيرة لإكتساب الخبرة العملية الحقلية أولاً باول وجعلني أمارس مهنة الخبير الحقيقي في الدواجن في لبنان والمشرق العربي.
سؤال 4- البلاد كانت مشرعة لإستيرا الدواجن ، كيف تخطيتم مسألة الإستيراد ؟.
الجواب: أن أنسى لن أنسى تزعمي لفكرة حماية صناعة الدواحن من غزو الإنتاج البلغاري والروماني من بيض مائدة ودجاج مجلد في الفترة من 1957 وحتى 1963 . كان ذلك عام 1962 وكنت في الخامس والعشرين من عمري .
قابلت وزير الإقتصاد حينئذ رفيق النجا وعرضت عليه فكرة وضع رسم جمركي على المستورد من بيض المائدة ولحم الدجاج خاصة وأن هاتين المادتين تردان إلى لبنان من بلدان شيوعية ومن إنتاج القطاع العام وبأسعار إغراقية .
تفهم الموضوع ورفعه لرئيس مجلس الوزراء رشيد كرامي . وفي محاولة لدفع هذا المطلب تقدم رئيس النقابة الوطنية لتحسين تربية الدواجن فؤاد سلام بطلب مساعدة أخيه صائب سلام لإثارة هذا الموضوع مع الرئيس فؤاد شهاب . رتب الرئيس صائب سلام إجتماعاً لمجلس إدارة النقابة مع الرئيس فؤاد شهاب .
إستغرق الإجتماع عشرة دقائق فقط خرجنا بتعليق حازم من الرئيس على أنه غير مستعد لحماية بضعة مزارعين أصحاب أقنان الدجاج. لكن بعد عناء دام ستة أشهر إستطاع الرئيس رشيد كرامي تمرير قرار بوضع تعرفة جمركية على بيض المائدة قدرها ستة قروش على كل بيضة و 30 % على لحم الدجاج .
كانت تلك الشرارة التي أطلقت العنان لصناعة الدواجن أن تنتشر وتتوسع لا لتغطي حاجة الإستهلاك المحلي فحسب بل لتدخل في عالم تصدير بيض المائدة من بابه الواسع إعتباراً من 1964 إلى ان وصلت إلى 50% من إنتاج لبنان في عام 1970.
سؤال 5- متى بدأتم مشروعكم في لبنان وما كانت الصعوبات التي واجهتكم ؟
الجواب: قبل أن أجيب على هذا السؤال أود أن اروي للتاريخ ولعشاق الدواجن قصتي عن الإستقلالية من أكبر شركة للدواجن في لبنان وأنجحها على الإطلاق . ذكرت جواباً على سؤال سابق كيف تم إنشاء شركة عزيز وردة وشركاه ودوري في هذه الشركة التي أنشأت أنا بعلمي وخبرتي وإندفاعي وحبي للعمل والنجاح المنقطع النظير .
ذكرت بأن رأسمال الشركة كان 200,000 ل.ل. وكان التأسيس مع بداية عام 1958.
تقدّمت هذه الشركة بخطى حثيثة وتوسعت وجنت أرباحاً كبيرة . منذ السنة الرابعة بعد تأسيسها فاجأني عزيز وردة بطلب تخفيض حصتي من الأرباح من 25 % الى 10 % بحجة أن الأرباح كانت أعلى بكثير من المتوقع .
نظراً لحاجتي الماسة ومسايرة لعمي ما كان علي إلا الخضوع والقبول .
لكن عاد عزيز وردة بعد ثلاث سنوات ليطلب تخفيض حصتي الى 5 % ولذات الأسباب الآنفة الذكر فقبلت .
لكن لما فاجأني بعد مرور 12 سنة على إنشاء الشركة بطلب تخفيض حصتي إلى 3 % من الأرباح فقط وهذه المرة طالب عزيز وردة بأن يحسم من الأرباح الصافية أيضاً فائدة على قيمة الشركة في حينه والتي كانت قد بلغت حسب قوله 12 مليون ليرة لبنانية من حساب الأرباح قبل التوزيع.
ذهبت عشية هذا الطلب اراجع حساباتي عن المبالغ التي كنت قد قبضتها من الشركة لقاء حصتي من الأرباح فوجدت بأن الشركة مدينة لي بملغ أربعة ملايين ليرة لبنانية على مدى الأثني عشر سنة.
واجهت عزيز وردة في اليوم التالي بالحقيقة فرفض هذا الطلب بعنف. عندها أثرت الموضوع مع عمي ومع النائب سليم معلوف الذين تفهما موقفي ومطلبي لكن عجزا عن توفير مبلغ يزيد عن أربعماية الف ليرة فقط اي عشرة بالمائة من حقي المهدور.فتقدمت على الفور بإستقالتي .
كانت خلال الفترة من 1957 إلى 1972 مزرعتي الخاصة قد توسعت بإدارة أبي وأصبحت تحوي 25000 ألف طير بياض كما كنت قد بنيت مزرعة أمات بياض سعة خمسة عشر الف أُم وكنت أبيع بيض التفريخ منها لشركة عزيز وردة وشركاه خلال الفترة من 1968 إلى 1972.
قمت على الأثر بتأسيس شركة التنمية الزراعية وبنيت مفقساً حديثاً تلاها تأسيس شركة الاعلاف الحديثة وتأسيس مؤسسة دواجن سوريا في دمشق في أوائل عام 1973. مع أن الإنطلاقة الفنية كانت سلسة لكن الإنطلاقة التجارية كانت صعبة جداً لأن عزيز وردة قرر محاربتي دون هوادة وذلك عن طريق تخفيض سعر الصوص الأنثى البياضة إلى 85 قروش شاملاً الخدمات المجانية مع دفع القيمة بعد الإنتاج بينما كان السعر السائد 125 قرشاً .
ونظراً لخدماتي على مدى 12 سنة وعلاقتي الممتازة بالمزراعين قرر جلهم شراء 50 % من حاجاتهم من الصيصان البياضة مني وبسعر 110 قروش مساعدة منهم لي في إنطلاقتي وحفاظاً على منافس آخر في السوق اللبنانية .
والذي ساعدني أيضاً هو علاقتي وخدماتي للمزارعين في سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية والعراق الذين لم يتوانوا عن التعاون معي في مشروعي الجديد .
وهكذا جاءت خشبة الخلاص من جهودي المخلصة وعلاقتي المميزة مع المزارعين في لبنان وخارجه الذين لم يتركوني عرضة لشراسة المنافسة غير الطبيعية .
سؤال 6- متى بدأتم العمل على مشاريع خاصة وكيف دخلتم أسواق السعودية ، سورية ومصر؟
الجواب: كما تعلمون نشأت مشكلة حادة بين الحكومتين اللبنانية والسورية على اثر الخلاف الذي حصل بين الجيش اللبناني ومسلحين في المخيمات الفلسطينية نتج عنها إقفال الحدود البرية مدة زادت عن ماية يوم متتالية أواخر عام 1973 الأمر الذي أثّر في إمكانيات التصدير لبيض التفريخ وبيض المائدة على السواء . كانت تلك أول نكسة حادة تواجه صناعة الدواجن في لبنان .
لم تمضِ بضعة أشهر على تلك المشكلة حتى إندلعت الحرب الأهلية في لبنان في الربع الأول من عام 1975 وأتت على صناعات عديدة بالدمار ومنها صناعة الدواجن التي وصلت إلى شبه توقف .
هذا دعاني وبصورة عاجلة إلى الإنتقال إلى إنشاء شركات في كل من سوريا ( شركة دواجن حمص ) والأردن ( الشركة الأردنية لتأصيل الدواجن ) والمملكة العربية السعودية ( شركة دواجن السعودية والشركة السعودية للتنمية الزراعية ) كل ذلك في عام 1976 . اما شركة دواجن الوادي في مصر فقد تم إنشاؤها عام 1984 كخطوة أخرى في إتجاه التوسع في العالم العربي.
سؤال 7 - هل كنتم تبغون الربح السريع ؟ وهل كانت دراستكم الأولى للمشاريع تظهر لكم إمكانية الربح السريع ؟
الجواب : لم أبغِ الربح السريع . لكن لم أقدم على أي مشروع من المشاريع الآنفة الذكر إلا على ضوء دراسة جدوى إقتصادية مفصّلة وواقعية تبيّن جدوى المشروع وقدرته على توفير حد من الربح لا ينخفض عن 20 % سنوياً خاصة ونحن نعمل في صناعة محفوفة بمخاطر المرض والفائض في الإنتاج ومواجهة العوامل الطبيعية وخاصة الحرّ الشديد .
سؤال 8 - ما هي المشاكل التي كانت تواجهكم في هذا المضمار ؟
الجواب : المشاكل التي كانت تواجهني في مضمار المشاريع الجديدة هي عديدة واهمها :
التأقلم مع الأجواء الجديدة في كل بلد .
إيجاد الشريك المناسب الذي يقبل بالشراكة العادلة وبشرطي الذي لم أتخلى عنه وهو سلطتي المطلقة على إدارة هذه المشاريع كوني العالم والقادر والفاعل .
التعرف على المنافسة القائمة وعلى مكامن قوتها وضعفها والتعامل معها لدى الزبائن على خلفية هذه المعطيات .
الحصول على السلالات المتفوقة وبصورة حصرية كي يمكن تتويج النجاح بالعمل السليم .
التغلب على الحرارات المرتفعة وإبتكار الأساليب الفضلى في تبريد الخطائر وتبريد سيارات نقل الصيصان لمسافات بعيدة دون إجهاد هذه الصيصان . الوقاية من الأمراض الموجودة والوافدة من حين إلى آخر .
تدريب الكوادر الفنية والتجارية والإدارية الفاعلة والقابلة بالعيش في أجواء جديدة وغريبة عن أوطانها.
سؤال 9- ماذا عن الأمور التسويقية هل واجهتكم مشاكل في هذه الخصوص؟
الجواب : المشاكل التسويقية لا تقف عند حد. فما أن تتغلب على أحدها حتى تواجهك مشكلة مستجدة . فمن المنافسة بالأسعار الى التسهيلات بالدفع إلى تعثر تحصيل الديون إلى إنتكاسات في السلالات المستخدمة إلى كلفة الخدمات المجانية التي ظللت أصرّ على تقديمها في كل الظروف وفي كل البلدان التي عملت فيها. لكن أكبر مشكلة تسويقية واجهتني وما زالت فهي تهريب الدواجن من سوريا إلى لبنان حيث كلفتها أقل وحيث نوعيتها ادنى. هذه المشكلة تسببت بإغلاق 50% من مزارع تربية الفروج في لبنان.
سؤال 10- في ما يتعلق بالإدارة والتربية ، ما هي الصعوبات التي واجهتكم ؟
الجواب: يمكنني القول بأن من أهم عوامل النجاح التي رافقتني هي قدرتي على تخفيف كلفة الإنتاج مقارنة مع المنافسة عن طريق أخذ كل الإحتياطات وتوظيف كل المهارات في التربية والوقاية والتغذية والإدارة الفنية عموماً . هذا لم يمكن ممكناً بدون المعرفة المتفوقة والتحسب لكل طارئة وتدارك المشاكل البيئية والمرضية والغذائية وغيرها . هذا العامل وضعني بإستمرار في موضع القادر على المنافسة التجارية وتخطي أزمات الفائض في الإنتاج والصمود حتى تنجلي عملية الصعوبات.
سؤال 11 – في ما يتعلق بالأمراض والمشاكل الصحّية، ما هي الصعويات أو المشاكل التي واجهتموها ؟
الجواب : أسارع إلى القول بأنني أعتمدت على الوقاية كاساس وليس العلاج أو بالأحرى الإنتظار حتى تظهر المشاكل المرضية والسعي لحلها عن طريق العلاج . ذلك أن مبدأ الحظر الوقائي لازمني منذ بداية عملي في صناعة الدواجن . كنت أطوّره مع الوقت ومَعَ التوسع في فهم أهميته . ومَعَ ذلك لا بدّ وأنني واجهت مشاكل متفرقة في أمراض الدواجن . ففي البداية كان إرتباطي بمختبر الفنار وكلية الزراعة في الجامعة الأميركية في بيروت مساعداً جداً في فهم الأمراض الموجودة والسيطرة عليها وقائياً أو علاجياً . وفي جميع الأحوال لا أذكر أن كارثة حلت بأي من القطعان التي أشرفت على تربيتها . بل كانت كل المشاكل المرضية من النوع الذي امكن علاجه بصورة سريعة وفاعلة .
سؤال 12- كيف يمكنكم وصف المراحل التي مرت بها مشاريعكم ؟ هل تعتبرون أنها كانت سريعة ، بطيئة ام متسرّعة ؟
الجواب : أن ظروف الحرب الأهلية عام 1975 املت عليّ سرعة إنشاء المشاريع وتطلبت العمل المضني يوماً بعد يوم بما يزيد عن 14 ساعة يومياً دون إنقطاع ودون ملل. تطلب ذلك ايضاً تدريب الكوادر القادرة والفاعلة في تيسير العمل بإنتظام ودقة وسلاسة . كان علي بالفعل خلق ثقافة خاصة بين صفوف العاملين كي يعم الإنسجام والعمل بروح واحدة، روح الفريق ذات الأهداف الواحدة .
أعتبر سرعة إنشاء المشاريع عاملاً هاماً وناجحاً لأن الدول العربية كانت تعتمد على الإستيراد سنة 1975. وعليه كان دخولي في كل هذه الاسواق سبقاً ساعدني على الوصول قبل غيري والتأسيس ثم التأقلم أمام الآخرين وبالتالي جني النتائج الحسنة .
السؤال 13- لو عدتم إلى الوراء وبعد ما إكتسبتموه من خبرة ، هل كنتم قمتم بالخطوات نفسها؟
الجواب : نعم يمكنني القول بأنني وفي الظروف التي واجهت كنت تصرفت كما فعلت لأن النجاح الذي حققته دليل كاف على حكمة التصرف وصوابية القرارات التي إخذت.
السؤال 14- ما هي التحديات والفرص التي تواجهكم كشركة عاملة في صناعة الدواجن الآن وفي المستقبل؟
الجواب : التحديات التي واجهتني ومازالت تواجهني هي المسافة الشاسعة بين قدرتنا على التطوير والظروف المتاحة . ذلك أن الظروف تتطلب مسؤولين على القدر الكافي من المعرفة والنظرة الصائبة حتى يأتون بالتشريعات الصحيحة اللازمة . لكن جلهم أن لم يكن كلهم ذو خلفية سياسية وليست تقنية يصعب عليهم تقييم الصواب من الخطأ وتقييم الفكرة الصائبة من تلك الخاطئة وعليه يقعون في خندق التردد والاهمال وعدم إتخاذ القرار الصائب الذي يخدم الصناعة ويطورها . أذن نحن محكومون بالجهل والجهلاء . وبالتالي لا يمكننا أن نتطور ونطور أعمالنا لأنها تصطدم بعدم وجود تشريعات ملائمة للتوسع والتطوير.
سؤال 15- ما هي نظرتكم إلى مستقبل صناعة الدواجن ، في العالم ككل أولاً ، ثم في المنطقة العربية ، وأخيراً في بلدكم ؟
الجواب : مستقبل صناعة الدواجن في العالم هو مستقبل زاهر ذلك ان كلفة إنتاج البروتين الحيواني من الدواجن أقل بكثير من كلفته من اللحم الاحمر وسيظل كذلك . وعليه فأن بيض المائدة ولحم الدواجن اصبحا غذاء سليماً صحياً وإقتصادياً متوفراً لكل طبقات الناس في العالم يقبلون عليه برغبة وقدرة على الشراء . اما في العالم العربي فالمستقبل يعتمد على عاملين :
قدرة بعض الدول العربية على إنتاج المواد العلفية كالذرة وفول الصويا باسعار تنافس مثيلاتها الواردة من دول كالولايات المتحدة والأرجنتين والهند وغيرها. رغبة الحكومات العربية في حماية هذه الصناعة من المنافسة من دول كلفتها أقل للسبب أعلاه عن طريق وضع رسوم جمركية فاعلة تمنع معها دخول هذه المنتجات وخاصة لحم الدواجن .
يبدو لي بأنه يصعب تحقيق العامل الأول لأن كلفة إنتاج المواد العلفية في الدول المذكورة عائد إلى خصوبة الأرض التي تزرع فيها هذه المحاصيل وإعتماد هذه المحاصل على المطر وليس على الري الميكانيكي كما هو مطلوب في الدول العريبة القاحلة.
من هنا فان مستقبل إنتاج بيض المائدة سيظل قائماً في العالم العربي ويتوسع مع توسع عدد السكان والزيادة في إستهلاك الفرد لأن بيض المائدة يطلب دائماً طازجاً وعليه وجب إنتاجه محلياً. أما مستقبل إنتاج لحم الدجاج فيعتمد على الحماية الجمركية التي على هذه الدول توفيرها للمنتجين المحليين . وما ينطبق على الدول العربية ينطبق على لبنان. فشأنه في كلفة الإنتاج شأن باقي العالم العربي .
السؤال 16- لو طلب منكم أن تلعبوا دور وزير الزراعة ليوم واحد ، ما الإجراءات الذي كنتم ستأخذونه في ما يتعلق بصناعة الدواجن المحلية ؟
الجواب : إستناداً إلى أن لبنان يستورد 80% من المواد الغذائية التي يحتاجها للإستهلاك المحلي ولا يصدر إلا النذر اليسير بسبب كلفة إنتاجه المرتفعة ، كنت أعتدمت سياسة حماية الإنتاج الزراعي الذي ينتج والذي يمكن أن ينتج في لبنان بوضع رسوم جمركية مؤثرة . كنت أشترطت قبولي منصب وزير الزراعة ليوم واحد أن تعتمد الحكومة هذا المبدأ وتصدر التعديلات عن هذه الرسوم للمجلس الأعلى للجمارك لإعتمادها فوراً . وأطلب منها ضبط الحدود البرية مع سوريا ومنع التهريب . أنني أؤمن أنه لا سبيل لإنقاذ الزراعة في لبنان إلا من خلال الحماية الجمركية وبإلغاء إتفاقات التبادل التجاري الحر مع البلدان التي تم توقيع إتفاقيات معها .
السؤال 17- ما النصيحة التي تقدمونها للراغب في ولوج مجال الإنتاج الداجني ؟
الجواب: لدي ثلاث نصائح رئيسة : إعداد جدوى إقتصادية وفنية متكاملة تبيّن جدوى المشروع في المكان المزمع إنشاؤه فيه على ان تتضمن حقيقة السوق والمنافسة الموجودة وتأخذ بالإعتبار السياسات التابعة للدولة في كل ما يتعلق بمشاريع الدواجن من إجراءات تقنية وفنية وإقتصادية وحمائية . توفير الكوادر الفنية والإدارية العاملة المختبرة القادرة على إدارة المشروع بأقل قدر من المخاطرة . توفير رأس المال اللازم وعدم الإعتماد على القروض وتكبد الفوائد خاصة في صناعة تكثر فيها المفاجآت والتقلبات .
السؤال 18 - ما هو طعامكم المفضل ؟
الجواب: طعامي المفضل الخضار الطازجة ( المعقمة ) والمسلوقة ولحم الدجاج والأرز والفاكهة الخفيفة الحلاوة .
السؤال 19 - لونكم المفضل ؟
الجواب: لوني المفضل هو الأخضر لما له من إرتباط بالطبيعة .
السؤال 20 - آخر كتاب قراتموه ؟
الجواب: أميركا والعالم للدكتور غسان سلامة و America’s Endangered Values by Jimmy Carter بالتوازي .
السؤال 21 - هوايتكم ؟
الجواب: القراءة والكتابة ومتابعة التحاليل السياسية والسباحة
السؤال 22 - لو خيرتم أن تعملوا في مجال آخر ، ما المجال الذي كنتم تختارونه ؟
الجواب: كنت أخترت السياسة وخاصة السياسة الإقتصادية.
السؤال 23 - ما المكان الذي تذهبون إليه طلباً للراحة والإستجمام ؟
الجواب: الإستراحات التابعة لمزارعي.
السؤال 24 - هل من كلمة أو نصيحة أخيرة ؟
الجواب: نصيحتي للعاملين في صناعة الدواجن في العالم العربي هي ان ينشئوا تجمعات كالنقابات والجمعيات توحد كلمتهم وتدافع عن مصالحهم ويكون لرأيهم أمام السلطات الإحترام والجدية لأنهم موحدون في الراي والمطلب .
ورسالتي لهم هي : لا نجاح دون تعب ولا فشل دون سبب