أريدُ أن أُسلَّط الضوء على وزارة الإقتصاد والتجارة لأقول بأنّ الوزير الحالي نقولا نحَّاس كما كل الوزراء السّابقين لم يفعلوا شيئاً إلاّ ضدّ القطاعات الإنتاجيّة في لبنان، وكأنّ هذه الوزارة وُجِدَت لِمُطاردة المُنتِجين اللبنانيين إن بقانون حماية المستهلك المُجحِف جداً بحق المُنتِجين ويَعتبِرُهم غشّاشين بالجملة أو بقانون حماية الإنتاج الوطني الذي لا يُريد وزراء الإقتصاد أن يُفَعِّلوه أو حتى يُعدِّلوه لِيُصبحَ فعلاً قانوناً يحمي الإنتاج الوطني. الوزير نقولا نحّاس منذ يومَين في مُقابلة مع لبنان الحرّ لم يُجِب على سؤال حول قانون حماية الإنتاج الوطني وكأنّه لا يُريد أن يتعرّف عليه.
إضافةً الى تصرُّف وزراء الإقتصاد غير المسؤول تجاه الصناعة والزراعة في لبنان فإنَّ الطاقم العامِل والمُؤثِّر الموجود في وزارة الإقتصاد هو طاقم أصبحَت مُهِمَّته مُلاحقة وتعطيل المُنتِجين في لبنان.
قامت وزارة الإقتصاد وبإشراف وزراء معروفين بِحِقدِهِم على المُنتِجين اللبنانيين منذ 1992 حتى اليوم بإعداد القوانين المختلفة التي مرَّ عدد كبير منها في مجلس النّواب لأنّ معظم نُوّابنا لا يفقَهون شيئاً بالإقتصاد كما حوَّلوا عديد من القوانين لمجلس النّواب تنتظر التصويت عليها وإقرارها وهي بالجملة تعمل على تسهيل التجارة الحرّة مع الدّول الأخرى أي تسهيل غزو المُنتجات المُستورَدَة وبالتالي إغلاق المصانع اللبنانية.
يتحدث المسؤولون من رؤساء مجلس الوزراء الى وزراء الإقتصاد والمال وغيرهم عن ضرورة إيجاد فرص عمل للّبنانيين لكِنَّ كلامهم مثل كلام الببَّغاء. فرص العمل لا تأتي إلاّ بخلق المشاريع المُنتِجة بعد أن أصبح لدينا تخمة من المشاريع الخدماتيّة في لبنان. والمشاريع المُنتِجة لا تأتي إلاّ على يد القطاع الخاص. والقطاع الخاص يحتاج إلى قوانين مُحفَّزة للإستثمار وليس مُنَفِّرة للإستثمار كما هي الحال الآن.
لذلك نحن ندورُ بحلَقَة مُفرغَة لا يُمكن الخروج منها إلاّ بوصول وزراء إقتصاد ومال يتفَهَّمون أهمّيّة تحويل لبنان من بلد ريعي الى بلد مُنتِج صناعياً وزراعياً وبتعديل كلّ الإتفاقات المُخالِفة لهذا التوجُّه ومنها إتفاقيات التبادل التجاري الحرّ مع الدول وإتفاقية المنطقة الحرّة العربيّة وإتفاقية اليورو متوسطيّة كما يجب تعديل كلّ الإتفاقات التي تهيِّء لبنان للإنضِمام إلى منظمة التجارة العالميّة لتكون محفَّزة للإستثمار في القطاعات الإنتاجية فإذا قَبِل بها الأعضاء الحاليّين في المنظمة كان بهِ وإلاّ فألفُ سلامة على منظمة التجارة العالمية التي صارَ لنا 15 سنة بالتفاوض معها للإنضمام وأعضاؤها يزيدون المطالبات الصعبة للإنضمام.