رسالة الى الدكتور حسان دياب – تفعيل القطاعات الانتاجية

دولة رئيس مجلس الوزراء

الدكتور حسان دياب المحترم،

تحية وبعد،

يكثر الحديث مؤخراً، ولحسن الطالع، عن تفعيل القطاعات الإنتاجية ونقل لبنان من إقتصاد ريعي دام 30 سنة إلى إقتصاد منتج لكن دون تبيان الخطوات والإجراءات والسياسات الإقتصادية الواجبة للوصول إلى هذا الهدف.

مداخلتي هذه تسلطّ الضوء على الإجراءات الواجب على الحكومة إتخاذها بأسرع وقت ممكن.

أولا": بلغ العجز التجاري 17 مليار دولار سنوياً خاصةً بعد أن تراجع التصدير إلى 2 مليار بسبب إرتفاع  كلفة الإنتاج في لبنان.

ثانياً: كبّل لبنان نفسه بإتفاقيات تبادل تجاري حرّ جعلت المستوردات، وخاصةً تلك المدعوم إنتاجُها أو المدعوم تصديرُها أو الإثنين معاً من الدول المصدِّرة إلى لبنان، تنافس المنتجات المحلية بطريقة إغراقية. نتجَ عنها التوقف عن إنتاج العديد من الصناعات والزراعات منذ أوائل هذا القرن. كما نتجَ عن هذه السياسة زيادة البطالة وهجرة الكفاءات وحتى الرساميل.

ثالثاً: ينعم لبنان بطاقات علميّة وإقتصاديّة كبيرة، لكنها تُوظّف في بلدان الإغتراب وغيرها. علينا أن نمهّد  الطريق للمغتربين اللبنانيين التوّاقين للعودة بخبراتهم ومدخراتهم للرجوع إلى لبنان والإستثمار فيه في القطاعات الإنتاجية.

رابعاً: الإجراءات المحفّزة للوصول إلى هذا الهدف هي:

• تجميد العمل بإتفاقيات التبادل التجاري الحرّ المعمول بها بموجب قوانين صادرة عن مجلس النواب وذلك لمدة لا تقل عن 15 سنة.
• وضع رسوم جمركية فاعلة لا تقل عن 50% على كل منتج صناعي أو زراعي يُنتَج أو يمكن أن يُنتَج في لبنان مع وضع حدّ أدنى للإستيفاء الجمركي لكل منتج.

خامساً: لمّا كان هذا الإجراء سيزيد من كلفة المعيشة، تماماً كما زادت كلفة المعيشة بسبب إرتفاع قيمة المستوردات بالعملة الصعبة مقابل الليرة اللبنانية خلال الأشهر الثلاثة السابقة وما زالت، فإنه من الواجب رفع الحدّ الأدنى للأجور من 675,000 ل.ل. إلى 1,200,000 ل.ل. لكل موظف يقلّ راتبه عن مليوني ليرة فقط.

سادساً: بينما تتصدّر مطالب المُستثمرين الحماية الجمركية من المستوردات، فإنها لا تقف عند هذا الحدّ بل تتعدّاها إلى المطالبة بقضاءٍ عادل غير مُسيّس وأمن صارم ومستقل وموظفين كفوئين مُيسِّرين لا مُعرقِلين.

هكذا وهكذا فقط يمكنكم، يا دولة الرئيس،أن تنقلوا لبنان من بلد ريعي إلى بلد منتج خلاّق على يد أبنائه ومغتربيه.

          المهندس موسى فريجي

            mfreiji@tanmia.com.lb

      www.musafreiji.com

28/02/2020