بكلّّ مناسبة نصيحـة هذا ما بدر لي اليوم وأنا أفكر كيف يمكنني أن ألعب دوراً إيجابياً وفاعلاً في مجريات العمل بشركات الوادي خاصة بعد أن سلّمت المهام الرئيسية للّجنة التنفيذية برئاسة أخي طوني منذ أول العام الجاري .
صحيح أنني ما زلت أطلّع على العديد من التقارير وأستفسر من معديها عن أية انحرافات عن المستهدفات . وصحيح أن باب مكتبي مفتوح دائماً لأي منتسب للمراجعة أو السعي وراء نصيحة أو حتى تقديم شكوى .
لكن هذه المهام لا تمنع من ابتكار وسائل أخرى للتواصل والسعي إلى النفع .
وهكذا خرجت بفكرة إبداء نصيحة عند كل مناسبة أو لقاء مع منسوبي شركات الوادي وخاصة القياديين منهم . تحمّلني هذه الفكرة مسئولية كبيرة لأنها تتطلب منىّ الابتكار والارتفاع إلى تطلعاتكم وإكفاء فضولكم وجميعها من حقكم .
لكنىّ قررت أن ألزم نفسي كوني اعتدت على تنفيذ ما إلتزم به وعلى مضارعة التحديات .
نصيحتي اليوم بمناسبة اجتماع الجمعية العمومية السنوية هي : " لا تؤجلوا عمل اليوم إلى الغد " .
مع أنه قول مأثور ، وقد يكون فقد وهجه ، لكنه يؤسس لنصائح تتفرع عنه وهي أكثر تحديداً ودقة .
" لا تؤجلوا الحلول لمسائل ومشاكل وعثرات تتطلب الحلّ لأن في التأجيل مضار تراكمية تعقّد الحل النهائي" .
ان أنصاف الحلول غير مُرحب بها اللهم إلاّ إذا كانت توطئة لحل مِكمّل وبطريقة سريعة. غالباً ما يكون الحل الذي يؤدي إلى سبعين أو ثمانين بالماية من الحل الكامل أفضل من التأجيل حتى اكتشاف الحل الأفضل .
إنني أشك أن هنالك حلاّ مثالياً لأية مشكلة تماماً كما أشك أن هنالك حكماً قضائياً مطلقاً ومثالياً . احتسبوا دائماً الخسارة المترتبة على تأجيل الحل مقابل تكلفة الحلّ المتوفّر فسترون في الغالب أن اعتماد الحلّ المتوفر أجدى .
" لا تبقوا معاونيكم ومرؤسيكم في حالة من الترقب والقلق والحيرة " .
لا شىء يؤذي ويحزّ بالنفس ويخلق الإحباط أكثر من ترك المرؤوس دون جواب لاستفسار أو اقتراح أو تظّلم أو مطالبة خاصة سواء عادت له شخصياً أو تعود لأداء هو مسئول عنه .
وأخيراً وعودة على بدء أذكّر بأن " لا تؤجلوا واجب اليوم إلى الغد " مع تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح والتقدم.