Blog-Image

حكومة الظلّ هي الحلّ أمام الحراك

February 12, 2020 Musa Freiji Articles

منذ بدء الحراك الشعبي المُطالِب بالتغيير الجذري في إدارة الدولة وفي تحكُّم الطبقة الحاكمة، وبالرغم من مثابرة وإصرار الشعب على هذا المطلب، نجحت الطبقة الحاكمة والمتحكِّمة في الصمود والسير في نهجها غيرَ عائبةٍ بالحراك. لا بل رفعت الدولة من مستوى عنفها بالتصدي للمظاهرات، الأمر الذي أدّى إلى تراجُع أعداد المتظاهرين.

نجحت الدولة أيضاً في تأليف حكومة جديدة تُرضي شريحة كبيرة من عامة الشعب، كما وحصلت الأخيرة على ثقة مجلس النواب في 11/02/2020.

من أجل إرضاء الشارع ولو قليلاً، أشار البيان الوزاري إلى تفهُّمه مطالب المتظاهرين ووعدَ بتلبية ما أمكن بظل الوضع المالي المنهار للدولة. من هذا المنطلق يصبح إصرار المتظاهرين على الإمعان في المطالبة بإسقاط الحكومة أمراً صعب المنال.

لذلك أصبح لزاماً على الحراك الشعبي أن يغيّر من نهجه الذي إعتمده منذ 17/10/2019 في المطالبة بالإصلاح إلى نهج إيجابي وليس سلبي أي في طريقة تعتمد على التواصل مع المسؤولين من رئيس الوزراء إلى الوزراء في كل الشؤون التي تتطلّب تغييراً أو حلولاً لإنقاذ لبنان من أزماته المالية والإقتصادية والمعيشية والبيئية وغيرها.

ففي هذا الصدد، أقترح على قائدي الحراك العمل الجاد في تأليف حكومة ظلّ تضمّ 24 وزيراً أي وزير لكل وزارة. يتمّ إختيار الوزراء من ناشطين متخصّصين كل في شؤون وزارة محدّدة، قادر أن يتحاور مع الوزير الأصيل في الشؤون المتعلقة بوزارته ويسعى لإقناعه بوجهة نظره الواجب أن تكون مدروسة وعلمية وقابلة للتنفيذ.

فبهذه الوسيلة الحضارية من الممكن أن تتجاوب حكومة الرئيس حسّان دياب مع تبنّي العديد من طروحات وحلول الحراك وإلاّ فوزراء الظل بمقدورهم إطلاع الشعب على أي معوقات تواجههم في سلوك الوزراء الأصيلين وتفضح عدم تعاونهم أو عدم تبنّيهم قرارات تؤدي إلى التحسين والحلول والخروج من الأزمات المتفاقمة.

حكومة الظلّ هي وسيلة مُتّبعة في العديد من دول العالم التي تمارس الديمقراطية بنجاح. إنها وسيلة حضارية للمراقبة والمواكبة من جهة، ولإبداء النصيحة المعتمِدة على الدراسات والحجج الصائبة. إنها، وفي الحالة اللبنانية، وسيلة لتصحيح المآسي القائمة الموروثة من حكومات سابقة ومن مسؤولين فاسدين أو جهلة ومن ممارسات غير مشروعة لموظفين وقضاة وسياسيين وأحزاب على مدى ثلاثين سنة مضت.

بقي أن نحثّ قياديّي الحراك في كل المناطق اللبنانية أن يتبنّوا هذا الإقتراح فيجتمعوا ويتوافقوا على تسمية وزراء الظلّ كلٌّ في مجال إختصاصه، يرأسهم رئيس مستقل على شاكلتهم، فينطلقوا حينئذٍ بالعمل الإيجابي البنّاء في وضع الحلول المبنيّة على دراسات معمّقة لكل قضية على حده يواجهون بها الوزراء الأصيلين بالأرقام والدراسات والمنطق بغية الوصول إلى حلول توصل لبنان إلى برّ الأمان.

    موسى فريجي

    mfreiji@tanmia.com.lb

       www.musafreiji.com

12/02/2020

Add your comment Here

Your email address will not be published.