Blog-Image

كتاب مفتوح الى فخامة رئيس الجمهورية

May 04, 2022 Musa Freiji Articles

نقلت وسائل التواصل الإجتماعي امنيتكم الوطنية بمناسبة عيد العمال وهي أن ينتقل لبنان من بلد ريعي الى بلد منتج. وإذ اشارككم يا فخامة الرئيس هذه الأمنية كما يشارككم كل مواطن لبناني صادق أرى من واجبي أن أتقدم بإقتراحات هامة بدونها مستحيل على لبنان أن يصبح بلداً صناعياً وزراعياً كما نتمناه.

أولاً: على لبنان أن يجمّد العمل بـ "إتفاقيات التبادل التجاري الحرّ" الموقَعة مع مجموعات كالإتحاد الأوروبي والمنطقة العربية الحرّة واليورو متوسطية، وكذلك مع دول منفردة كمصر والمملكة العربية السعودية والأردن وتركيا وغيرها. إنه الشرط الأساسي كون كل هذه الدول تدعم إنتاجها الغذائي والزراعي دعماً كبيراً وتدعم تصدير منتجاتها الصناعية والزراعية كي تغزو الدول التي تفتح أبوابها للإستيراد على حساب إنتاجها الوطني.

تذكرون يا فخامة الرئيس كم عدد الصناعات التي أُقفلت منذ العام 1992، والزراعات التي تراجعت منذ ذات العام وما زالت مقفلة أو متراجعة حتى يومنا هذا.

ثانياً: وضع رسوم جمركية مرتفعة على كل مُنتَج صناعي كان أم زراعي أم غذائي يتمُّ إنتاجُه أو يمكن أن يتمّ إنتاجه في لبنان. ففي دراسةٍ أعددتُها شخصياً تبيّن لي أنّ بمقدور لبنان، ونتيجةً لهذا الإجراء، أن يخفّض حجم الإستيراد بواقع 3,5 مليار دولار سنوياً، ويوفّر دخلاً جمركياً من منتجات كماليّة ومن السيارات التي تزيد قيمة الواحدة منها عن الـ 15,000 دولار، ومن منتجات يمكن إنتاج مثيلها في لبنان مبلغاً يُقدّر بـ 4,4 مليار دولار.

وبالتالي يمكن تحفيز الإستثمار في كل هذه المنتجات المحميّة جمركياً وتوفير فرص عمل لخرّيجي الجامعات والعمالة الماهرة والعادية تصل الى عشرات الآلاف، وتخفّف بذلك من هجرة الكفاءات اللبنانية.

ثالثاً: رفع الحد الأدنى للأجور الى درجة يتمّ تغطية سلّة الإستهلاك الأساسية، حتى ولو بلغت الزيادة الى 3 أو 4 ملايين ليرة لبنانية شهرياً.

رابعاً: إستخدام الدخل المُتأتي من الجمارك، وبعملة قيمة الإستيراد، في رفع أجور القطاع العام بعد تنظيفه من الحواشي، والى سدّ بعض من العجز في موازنات الدولة.

خامساً: تغيير رؤوس الحربة المُمانعة للتوجُّه الجريء المذكور أعلاه، سواء كانوا موظفين في الدولة أو أصحاب الوكالات الحصرية أو المتربّعين على رأس الجمعيات الإقتصادية من التجار والمصدّرين وغرف التجارة والصناعة وإتحادها، أو المُمسكين بالمجلس الإقتصادي والإجتماعي دون إنتاجٍ أو جدوى.

عبثاً تحاولون يا فخامة الرئيس أن تنقلوا لبنان من بلدٍ ريعي الى بلدٍ منتج دون تحفيز المستثمرين للإستثمار في القطاعات الإنتاجية. والتحفيز يتطلّب حمايتهم من المستوردات المدعوم إنتاجها أو مدعوم تصديرها أو الإثنين معاً، كون هذا الدعم هو وسيلة إستعمارية إقتصادية بإمتياز.

Add your comment Here

Your email address will not be published.