Blog-Image

من المسؤول عن مأساة الشعب الفلسطيني

October 25, 2023 Musa Freiji Articles

تتوالى إملاءات إسرائيل بإخضاع الدول الغربية لتلبية طلباتها بتأسيس الكيان الإسرائيلي منذ وعد بلفور دون توقف. فالكيان هذا، ومنذ تأسيسه، لا يعترف بحدود دولته ولا يخرج بدستور يلجم تطلّعاته التوسّعية الاستعمارية. إنه كيان إغتصاب وتعدٍّ وتوسّع وابتزاز دون حدود. إنه الشرّ بعينه.

هذا في المطلق. أمّا بما خصّ الحرب القائمة منذ 7 تشرين الأول 2023، فتمادي إسرائيل بتهديم أبنية ومستشفيات ودور عبادة غزّة على رؤوس البشر لا يعني إلاّ إفراغ غزّة وترحيل أهلها سعياً للوصول الى استئصال حركة حماس واحتلال غزّة كما احتلّت معظم الضفّة الغربية.

إنّ تهديم كل مباني غزّة يحتاج الى قنابل فاعلة لا تملكها أو تصنّعها إسرائيل، بل تتوفّر لها من الولايات المتحدة الأميركية التي فتحت مخازن أسلحتها دون قيد ورصدت المليارات لإسرائيل كي تقوم بمهمّة إفراغ غزّة من ساكنيها بالقتل أو بالتهجير، ومن ثمّ الاستيلاء على أرضها.

من المؤسف أنه وبالرغم من تعاظم أعداد الضحايا، ومعظمهم مواطنون غير منخرطين بالقتال أو بالمقاومة، تصرّ الولايات المتحدة على أنّ الأوان لم يحِن للضغط على إسرائيل بالتوقف عن التهديم وقتل الأبرياء. وكأنّ المُضِيّ بذلك سوف يُلزم حماس بتسليم الرهائن أو تسليم أنفسهم.

اذاً، المسألة هي اقتناص فرصة تصدّي حماس لإسرائيل، بشكل متوقّع أو غير متوقّع، من أجل تفريغ غزّة وضمّها الى إسرائيل دون أي اعتبار للقتلى الفلسطينيين أو المهجّرين منهم.

بناءً علىذلك، يبدو جليّاً أنّ الولايات المتحدة الأميركية التي زوّدت اسرائيل بالقنابل الفتّاكة، والتي وصل مقدار قوّتها التدميرية حتى الآن ما يوازي القنبلة الذريّة التي أسقطتها الولايات المتحدة الأميركية على هيروشيما،هي المسؤولة عن استمرار التدمير والتهجير، مع عِلمها بأنّ كلّ ذلك لن يطالَأبطال حماس ولا الإسرائيليين المحتجزين أحياءً.

لذلك وجب على العالم العربي كله ممارسة الضغط على إسرائيل كي توقف عدوانها التدميري وتعود للتفاوض ولتنفيذ كل قرارات الأمم المتحدة الصادرة منذ العام 1948 حتى الآن، وعددها بالمئات. لكن ضغط الدول العربية على الولايات المتحدة الأميركية يجب أن يتمثّل بإجراءات عمليّة موحّدة، على رأسها قطع إمدادات النفط أو على الأقل تخفيف الكميّات المستخرجة كي ترتفع أسعارها بحيث تزعن أميركا واوروبا وتضغط على إسرائيل للمُضيّ وإرساء حلٍّ كامل للقضية بإنشاء الدولة الفلسطينية بموجب قرار التقسيم الصادر عام 1948 وهو الحل الذي يتبجّح الطرفان بأنهما ينشدانه.

Add your comment Here

Your email address will not be published.