Blog-Image

المهندس موسى فريجي أوّل من أحدثَ صناعة للدواجن في العالم العربي ونشرَها في سِت دول منه

March 10, 2016 Musa Freiji Articles

لو أردنا أن نَفي المهندس موسى فريجي حقّه في نشر إنجازاتِهِ وإبتكاراتِهِ وخدماتِهِ لصناعة الدواجن في العالم العربي لإقتضى ذلك موسوعة تتطلّب منه شخصياً أن يُقدِم على كتابتِها ونشرِها كي تكون أمثولة لِكلّ عربي في حبِّهِ لوطنه الكبير ومُثابرته على العمل والإبتكار والمغامرة ونقل المعرفة وتعميمها. ستة وخمسون سنة متواصلة مَضَت وما زال يعمل دون كَلَل ولا ملل بفكرٍ نيِّر. يَغرِفُ من الماضي وخبراته ويُضيف للمستقبل الواعد.

في هذا العدد نقتطف أجزاء من الماضي ونستشعِر ما لم يتحقق من طموحات وتطلّعات لِرائد صناعة الدواجن في العالم العربي – المهندس موسى فريجي.

البداية

تخرَّج موسى فريجي، اللبناني، من كلّية الزراعة في الجامعة الأميركيّة في بيروت عام 1957 بشهادة بكالوريوس في العلوم الزراعية وشهادة مهندس زراعي. ونظراً لحاجة عائلته الماسة لِدخل يُساعدها، لم يتردّد في أخذ أول فرصة سانحة له للعمل في مزرعة متواضعة للدواجن ساهم في إنشائها وإدارتها لمدّة سنة. ثمّ إنتقل لتأسيس شركة مع بعض المُتَموِّلين اللبنانيين لتصبح أكبر مشروع في لبنان والدول العربيّة في غضون أربع سنوات، يُوفِّر الكتاكيت المؤصّلة عمر يوم والأعلاف الجاهزة للمزارعين الذين بدأوا ينتشرون بصورة كبيرة وخاصةً لإنتاج بيض المائدة الذي إزداد الطلب عليه في لبنان وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية والخليج العربي.

لم تقتصر مهمّة موسى فريجي على الإنتاج السّليم بل تعدَّته لتوفير النُّصح والخدمة المجّانيّة للمزارعين في لبنان والدول العربيّة التي كان يتمّ تصدير الكتاكيت عمر يوم إليها.

الإنتشار والتوسُّع

- عمل لمدة سنة لدى شركة غرين ليف بالبقاع - لبنان 1957 – 1958

- أسس المزرعة البيضاء في منتصف 1958في البقاع – لبنان .

- أسس شركة عزيز ورده وشركاه في لبنان وعمل فيها مديراً فنياً ومدير الإنتاج ومدير المبيعات ومدير التصدير 1959 – 1972

- أسس وأدار شركة التنمية الزراعية في لبنان في 1972 - 2013

- أسس وأدار الشركة العربية للدواجن في لبنان في 1973 – 1980

- أسس وأدار شركة الأعلاف الحديثة في لبنان 1973 – 1996

- أسس وأدار مؤسسة دواجن سوريا 1973 – 1982

- أسس وشارك في شركة دواجن حمص - سوريا 1976 – 1998

- أسس وشارك وأدار شركة دواجن السعودية 1976 – 1990

- أسس وشارك في الشركة الأردنية لتأصيل الدواجن 1976 حتى الآن

- أسس وشارك وأدار الشركة السعودية للتنمية الزراعية 1978 – 1990

- ساهم في تأسيس وإدارة شركة امّات للدواجن في السعودية 1991-2001

- أسس وشارك وأدار في مصر الشركات التالية وكلها عاملة حتى الآن:

o شركة دواجن الوادي 1984

o شركة رلى لاستصلاح الأراضي 1985

o شركة الوادي للتفريخ 1990

o شركة الوادي للأعلاف 1991

o شركة الوادي القابضة 1992

o شركة الوادي لجدود الدواجن 1993

o شركة الوادي للصناعات الغذائية 1995

o شركة مزارع الوادي 1997

o شركة الوادي لأمات الدواجن 2003

o شركة الوادي للصناعات الزجاجية 2004-2013

o شركة حديثة للإستيراد والتصدير والتصنيع 2008

- أعاد هيكلة شركة التنمية الزراعية في لبنان ووسع نشاطاتها 1996

- أسس شركة إنماء للإنتاج الداجني بالسودان 2005 وهو نائب رئيس مجلس إدارتها.

المُبادرات والإبتكارات

  • في عام 1960 وعلى أثر إنتشار مزارع إنتاج بيض المائدة في لبنان، وجد المنتجون أنفسهم بمنافسة مباشرة مع البيض المبرّد المُستورد من دول أوروبا الشرقيّة والذي كان يُباع بأسعار أقل من كلفة إنتاجهم. أخذ موسى فريجي على عاتقهِ ملاحقة الحكومة اللبنانية كي تضع رسماً جمركياً على البيض المستورد حمايةً للإنتاج الوطني ووُفِّقَ في هذا المسعى بعد عناءٍ دامَ سنة كاملة. وما أن تمَّ تطبيق قرار الحماية هذا، حتى أخذت مزارع إنتاج بيض المائدة تُنشأ بصورة سريعة ليس للإكتفاء الذاتي فحسب بل للتصدير الى سوريا والأردن والعراق والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.
  • من أجل تنظيم تصدير البيض اللبناني، قام موسى فريجي بإنشاء تعاونيّة لتوضيب إنتاج المزارعين بطريقة حديثة. وصل نجاح هذا المسعى الى إنضمام 40% من المنتجين لهذه التعاونيّة التي أخذت عنهم عناء تصريف الإنتاج.
  • دخل لبنان في حرب أهليّة في منتصف عام 1975، الأمر الذي عطَّلَ عجلة الإنتاج والتصدير. هذا دفع موسى فريجي لإنشاء شركات في سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية بين 1975 و 1978 مع شركاء محلّيّين. وكان إختصاص هذه الشركات هو إنتاج الكتاكيت المؤصّلة وتوفيرها للمزارعين المحلّيّين.
  • منذ عام 1959 إعتمد فكرة خدمة المزارعين خدمة مجانية فقام بهذا العمل منفرداً ثم أخذ يضمّ أطباء بيطريين ومهندسين زراعيين للقيام بهذه المهمة مجاناً وذلك من أجل تثقيف المزارعين وتحديث وسائلهم ونجاح مشاريعهم. نقل هذه الممارسة لكل شركة أنشأها منذ ذلك الوقت حتى الآن.
  • من أجل تبريد حظائر الدواجن في السعودية بطريقة أكثر فعاليّة من الرّشاشات المُستخدمة في حينه، كان أول من أدخل خلايا التبريد التي كانت تُستخدم في تبريد الصوب الزراعية لتبريد حظائر الدواجن وذلك في عام 1978. ثمّ أتبعها في إستخدام هذه الخلايا لأول مرّة في العالم في تبريد سيارات نقل الكتاكيت فصمَّمَ ونفَّذَ هذه الوسيلة التي تمّ تعميمها فيما بعد في كافة أرجاء العالم.
  • أسّس أول مدرسة في العالم العربي لتعليم تجنيس الكتاكيت (الصيصان) عمر يوم عن طريق الشرج في عام 1985 وتخرّج منها معظم العاملين في هذا المجال في المشرق العربي ومصر وليبيا والسودان.
  • في سَعيِه للتخفيف من إنتقال الأمراض، كان موسى فريجي أوّل من أوصى ونفّذَ إعتماد العُمر الواحد في المزرعة الواحدة وإعتماد أبعاد وقائيّة دُنيا بين المزارع وإدخال مبدأ تغيير الملابس والإستحمام لأي داخلٍ للمزرعة والعديد من الإجراءات الوِقائيّة الأخرى التي أصبح يُطلق عليها فيما بعد الحظر الوِقائي Biosecurity. وهو في هذا المجال لم يتوقف حتى يومِنا هذا من تحديث السُّبُل الكفيلة بالتخفيف من تعرُّض قطعان الدواجن للأمراض الفيروسيّة والبكتيريّة التي تزداد شراستها، مُتخطياً بذلك إستخدام اللّقاحات فقط كوسيلة وحيدة.
  • بعد أن هدأت الحرب في لبنان وأخذت ورشة إعادة البناء مجراها لبضع سنوات، قرّر موسى فريجي إعادة هيكلة شركة التنمية الزراعية في لبنان والتي كانت قد توقفت عن العمل لعشرين سنة. فخطّطَ ونفَّذَ مشروع مُتكامل يشمل تربية أمات التسمين وتربية إنتاجها من بداري التسمين وذبحها في مجزر حديث وتوضيب إنتاجها من لحوم الدواجن الطازجة بطريقة حديثة وصحّيّة وتصنيع لحوم الدواجن لِوجبات جاهزة مختلفة، كل ذلك لأول مرّة في لبنان. فجاء هذا المشروع لِيُحفِّز عدد من الشركات لإعتماد ذات الإجراءات الحديثة. بذلك يكون موسى فريجي قد إستنهضَ صناعة الدواجن في لبنان للتحديث والإبتكار والتطوُّر.
  • إبتكر طريقة التعاقد مع مربّي الفروج في لبنان "دون بيع ولا شراء" وبالتالي عدم توريط المزارعين المتعاقدين في ديون بسبب الإصابات المَرَضيّة أو الكوارث الطبيعية أو الحروب. وبدلاً عن بيعهم الكتاكيت والعلف وشراء الفروج بعمر الذبح، تقضي هذه الطريقة إلى تسليمهم كل ذلك بالأمانة وإستلام الفروج مقابل تعويض المزارع تعويضاً عادلاً مبنياً على كفاءة تحويل العلف ونسبة النفوق.
  • درج على تعليم وتخريج أفواج من الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين الذين أصبحوا نواة تأسيس شركات جديدة أو العمل لدى شركة مستحدثة في كل المشرق العربي ومصر والسودان.
  • منذُ عام 1990 وحتى يومِنا هذا يحمل موسى فريجي لِواء حماية الإنتاج الوطني في كل دولة عربيّة من المنافسة الخارجيّة، وذلك من أجل الوصول الى الإكتفاء الذاتي والأمن الغذائي. وقد كتبَ ونشرَ وحاضرَ في هذا الموضوع عشرات المرّات حاثاً المسؤولين على إعتماد سياسة الحماية الجمركيّة كوسيلة فُضلى في هذا المضمار.
  • منذ إنتشار إنفلونزا الطيور في مصر عام 1960 وموسى فريجي يُنادي بضرورة نقل مزارع ومجازر الدواجن الى الظهير الصحراوي عن طريق إتخاذ قرارات حكوميّة مُلزِمة. وقد حدّد شروطاً تفصيليّة لهذا الغرض من أبعاد وقائية بين المزارع أو المشاريع، وطرق خاصة لنقل الطيور الحيّة للمجازر، وإعتماد الأبعاد الوقائيّة الدُّنيا بين هذه المشاريع تِبعاً لإختصاصاتِها المختلفة، والتوقف عن إستخدام لقاح إنفلونزا الطيور في هذه المزارع، وإعتماد مواصفات دقيقة لبناء هذه المزارع لِتُوافي أفضل درجات الحظر الوقائي، وإجراء الفحوصات الدّوريّة على قطعان الدواجن من كل الأعمار وإتلاف الإيجابي منها سواء من جراء التحصين الممنوع أو من الإصابة الحقليّة، وإعتماد العمر الواحد في المزرعة الواحدة حتى لمشاريع إنتاج بيض المائدة، ومنع أبراج الحمام في الظهير الصحراوي، والإمتناع عن تخصيص أراضٍ لِمدن داجِنة كما أُشيع.
  • نظراً لإنتشار إنفلونزا الطيور الشديد الضرارة في العديد من دول الشرق الأوسط، ولمحدودية فعالية اللقاحات المستخدمة لِلحدّ من إنتشار هذا المرض الفتّاك بسبب تحوّر هذا المرض، صمّم ونفّذ في عام 2014 نظام التهوئة الإيجابي بعد تمرير الهواء بسلسلة مصافي عالية الكفاءة تمنع دخول البكتريات والفيروسات إلى حظائر الدواجن وذلك على نطاق تجاري أثبتِ فاعليّته. وهذه كانت أول محاولة من نوعها في العالم.
  • أول من إعتمد إنتاج الطاقة الكهربائية في العالم بإستخدام سماد الدجاج كوقود لإنتاج الغاز اللازم للمولّدات وذلك في لبنان في 2015.

الخلاصة

المهندس موسى فريجي ظاهرة عربيّة فريدة. سِرُّ نجاحِهِ يكمُن في العمل الجاد المَبني على العِلم والمعرفة وعدم الإذعان للفشل بل الإصرار على تخطّيه والتطلُّع الى الأمام بثقة الطموح غير المُستكين بل المغوار عن حق وحقيق.

Add your comment Here

Your email address will not be published.