كتاب مفتوح إلى سماحة السيد حسن نصرالله
إستمعت بدقة لكلمتكم مساء الجمعة في 25/10/2019 وأودّ التعليق على بعض جوانبه.
أولاً: موقفكم المؤيد للمعتصمين غير المسيّسين وغير المنتسبين لأحزاب بعينها هو موقف نبيل ومحق. مطالبتكم لجمهور المقاومة بعدم المشاركة في الحراك الشعبي هو مطلب حكيم.
تشكّككم في إمكانية تدخلات دول أجنبية أو عربية هو في مكانه.
عدم عرقلة مسار الحياة موقف مشكور.
صحيح أنّ الورقة الإصلاحية تتضمن بنوداً هامة، لكن العبرة بالتنفيذ.
ثانياً: تأييدكم لبقاء الحكومة واقتناعكم بأنها سوف تنفذ كل ما ورد بالورقة الإصلاحية كان موقفاً خاطئاً للأسباب التالية:
- هذه الحكومة أحزاباً لها أجنداتها وحساباتها السياسية وهي لن تقبل بإجراءات قد تصيب مصالحها بالرغم من شعارات فضفاضة تضمنتها.
- في الدول المتحضرة إذا أخطأ موظف في وزارة معينة يقدم الوزير استقالته ويعتذر من الشعب.
- لم تتضمّن الورقة الإصلاحية أي إشارة الى سبل تحفيز الاستثمار في القطاعات الإنتاجية ولا سبل تخفيف حجم البطالة ولا طريقة تخفيض العجز بالميزان التجاري ولا التخفيض من هجرة الكفاءات ولا السبل الآيلة إلى إيجاد فرص عمل ولا الطرق التي تسمح بتوفير العملة الصعبة للإستمرار في الإستيراد ولا الطريقة التي تخفف من إنهيار قيمة العملة الوطنية أمام العملة الصعبة.
- تشبّث حاكم مصرف لبنان ورئيس الحكومة في مسايرة وقبول إملاءات البنك الدولي وصندوق النقد العالمي بالاستمرار في إغراق لبنان بالديون سوف يوصلنا إلى الإفلاس.
- تشبّث رئيس الحكومة باتفاقيات التبادل التجاري الحر مع المجموعة الأوروبية واتفاقية اليورو متوسطية واتفاقية المنطقة العربية الحرّة وعدم الاستعداد لتجميد العمل بها لفترة زمنية لا تقل عن عشر سنوات لن يسمح للبنان بأن ينتقل من بلد ريعي إلى بلد منتج خاصةً وأن العديد من المنتجات المستوردة مدعوم إنتاجها ومدعوم تصديرها من بلدان منشأها. فكيف في هذه الحالة يمكن أن يتحفّز المستثمرون على الاستثمار في القطاعات الإنتاجية وبالتالي توفير فرص عمل وتخفيض البطالة والهجرة؟
- كيف يمكن الركون لقضاء مسيّس ومعيّن من الطبقة الحاكمة من زعماء كتل ووزراء أو هم معيّنون من ذات الزعماء القيام بواجبهم إستناداً إلى القوانين المرعية الإجراء؟
لكل هذه المواضيع الإقتصادية وغيرها من شؤون مالية لم أتطرّق اليها في هذا الكتاب، تفاصيل دقيقة وعلاجات محددة قد لا يكون مستشاروكم قد أطلعوكم عليها، ولنا في شأنها جولات وجولات نعتقد أنها سوف تقنعكم بأنّ الإصلاح لن يأتي على يد الذين حكموا عقوداً وتمادوا في الهدر والفساد وغضوا النظر عن الفاسدين.
إنها الحكومة التي قصّرت عليها أن ترحل لأنه لن تصلّح ما تورّطت بفعله من إهمال وقصر نظر وسوء إدارة وفساد وإفساد.
المهندس موسى فريجي
03-612502
mfreiji@tanmia.com.lb
www.musafreiji.com